هل ورد بالقرآن عُمُر النبى محمد صلى الله عليه وسلم ووقت وفاته
وقد أجمع العلماء من أهل السلف والمعاصرين على أن آياته على ما عليه من ترتيب توقيفية لا مجال ولا اجتهاد فيه .
وأما فيما يخص ترتيب السور في المصحف الشريف فقد اختلف العلماء على أقوال ثلاثة:
الأول يراه جاء توقيفًا بأمر من النبي صلوات الله وسلامه عليه وكما علمه للصحابة رضوان الله عليهم وتلاوته عليهم .
بينما يرى الرأي الثاني أنه جاء اجتهادًا من الصحابة رضوان الله عليهم .
وأما الرأي الثالث والأخير فيرى بعضًا من الترتيب توقيفيًا والآخر اجتهادًا من الصحابة رضوان الله عليهم ، وقد اختلف العلماء في قدر هذا الترتيب الاجتهادي .
والقول الأرجح هو القول الأول وعند الله العلم كله وقد سرد العلماء الجمً من الأدلة على ذلك منه مثالاً لا حصرًا : -
حديث أوس بن حذيفة الثقفي رضي الله عنه وفيه " فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من ( ق ) حتى يختم " . ( رواه أحمد وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب تحزيب القرآن ) .
وقال ابن حجر رحمه الله: فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو في المصحف الآن كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم . (فتح الباري، 9 /39. ) .
وعن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل . رواه أحمد (4/ 107) .
ولعل ما سنطرحه بعدُ من سؤال وما سنسرده من حقائق بيانية وعددية قرآنية وتوافقها مع مولد النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ما كان لها أن تأتي مصدافةً أو عشوائيةً ، لَيُقدم دليلاً جديدًا على أن ترتيب السور في المصحف الشريف - سيما ما تناوله المقال منها – إنما جاء توقيفيًا والله أعلم .
فهل جال بخاطرنا يومًا أن القرآن العظيم كتاب الله المجيد ؛ والذى لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه قد ذكر وعلى وجه من الدقة يقين ؛ عُمُر ؛ ووقت وفاة النبى صلى
الله عليه وسلم هجريا وميلاديا ؛ أى بالتقويم القمرى والشمسى .
آيات موته صلى الله عليه وسلم
وقد ورد بالقرآن آياتٌ عديدة تناولت الحديث عن موت النبى صلى الله عليه
وسلم ؛ مثل قوله تعالى " إنك ميت وإنهم ميتون " وقوله تعالى " وما
محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم
" .
بيد أن هذه الآيات لا تصدح إلا بحق وحقيقة موت النبى صلى الله عليه وسلم
شأنه شأن سائر الخلائق .
آيات وفاته صلى الله عليه وسلم
أما الوفاة فتعنى الموت مع خروج الروح إلى بارئها وإياب النفس حينها إلى
خالقها كما فى قوله تعالى " قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم " وعليه تكون الوفاة هى ما يحياه الإنسان منذ
ولادته وحتى موته .
فإذا ما تأملنا الآيات التى تحدثت فى وفاة النبى صلى الله عليه وسلم نجدها
جاءت كالآتى :
1. قال تعالى " وإما نرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ؛ ثم
الله شهيدٌ على ما يفعلون " ( يونس :46 ) .
2. وقال تعالى"وإن ما نرينك بعض الذى نعدهم أونتوفينك فإنما عليك
البلاغ وعلينا الحساب"(الرعد:40).
3. وقال تعالى " فإما نرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون
" ( غافر : 77) .
تأملات فى آيات الوفاة
ولنتأمل تلكم الآيات وترتيب سورها فى القرآن ؛ إذ نجد الآية الأولى وردت فى
سورة يونس وترتيبها فى القرآن العاشر ؛ بينما وردت الآية الثانية فى سورة الرعد
وترتيبها الثالثة عشر ؛ وأخيرا وردت الآية
الثالثة فى سورة غافر وترتيبها فى القرآن الأربعون ؛ فإذا جمعت هذه الأرقام يكون
مجموعها 10 + 13 + 40 = 63 هو عمر النبى
صلى الله عليه وسلم .
ومما يزيد الأمر عجباً ويدعو إلى الدهشة أن هذه الأرقام 10 – 13 - 40 تمثل حياة النبى صلى الله عليه وسلم وفق ترتيبها
قبل وفاته ؛ إذ يمثل الرقم 10 السنوات من الوفاة إلى الهجرة ؛ كما يمثل الرقم 13
السنوات من الهجرة إلى البعثة ؛ وأخيرا يمثل الرقم 40 السنوات من البعثة وحتى
ميلاده صلى الله عليه وسلم .
فإن أبيتم إلا العجب ؛ زدتكم من الشعر بيتا ؛ فقد وجدوا أن عدد كلمات السور
الثلاثة هو 3906 كلمة ؛ وهذا العدد يساوى حاصل ضرب رقمى 63 و 62 .
( 63 *62 = 3906 )
فالعدد 63 هو عمر النبى صلى الله عليه وسلم بالسنوات القمرية
والعدد 62 هو عمر النبى صلى الله عليه وسلم بالسنوات الشمسية
سؤال وجواب
ولا يسعنا فى هذا المقام إلا أن نردد سؤالا يطلب حق الجواب دون زيغ أو لدد
.
هل وردت هذه الأرقام بكل هذا التوافق والتآلف ضرباً أو محضاٌ من المصادفة
...؟
الإجابة هيهات هيهات ؛ وصدق الله العظيم إذ يقول فى محكم التنزيل "
الم ؛ كتابٌ أُحكمت آياته ؛ ثم فُصلت من لدن حكيم خبير " . ويقول تعالى " ولو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " .
وإذ لم يقف هذا النوع من الإعجاز العددى عند هذه الآيات فقط بل إن له أوجها
كثيرة فى كتاب الله وألوانا متعددة لمن شاء أن يستفيض وينهل من معين لا ينضب وعطاء
ما من سبيل لانقطاعه لمن شاء أن يذكر أو أراد شكورا ؛ فإن ذلك ليقطع بأن ما ورد بهذه
الآيات من إعجاز عددى لا سبيل لوصفه
بالصدفة إلا من صدق فيه وصف الله تعالى إذ
يقول " إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ؛ وفى ءاذانهم وقرا ؛ وإن تدعهم
إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبدا " .
جعلنا الله وإياكم ممن صدق فيهم قوله تعالى " ويعلمكم الله ؛ والله
بكل شئ عليم "
قد يهمك أيضا : -