العسل شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس
recent
أخبار ساخنة

العسل شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس


العسل شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس 

لم يحظ شراب عرفه الإنسان منذ بدء الخليقة بمثل ما حظى به هذا الشراب العجيب من اهتمام وبحث ؛ وليس بأقل منه عجباً تلكم الحشرة التى تنتجه ؛ وليس بمستغربٍ أن تسمى سورة من محكم التنزيل باسمها منذ ما يقرب من أربعة عشر قرنا فتفيض من عطاءات الإعجاز ما تعجز عن حصره الأقلام والكتب .

والعسل لم يرد ذكره بالقرآن الكريم بلفظه صراحة إلا مرة واحدة فى معرض ما سيتنعم به أهل الجنان فى قوله تعالى " مثلُ الجنة التى وعد المتقون ؛ فيها أنهارٌ من ماء غير آسن ؛ وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ؛ وأنهار من خمرٍ لذة للشاربين ؛ وأنهار من عسلٍ مصفى " . ثم ورد ذكره بلفظ الشراب فى مواطن أخرى مقروناً بصفته كشفاء للناس مثل قوله تعالى " يخرج من بطونها شرابٌ مختلف ألوانه ؛ فيه شفاء للناس " .

ما هو العسل

هو لعابٌ ذو مذاق حلو ينتجه النحل من بطونه مستجمعا إياه من رحيق الازهار ؛ فإن شق عليه ذلك استجمعه من الإفرازات العسلية لبعض الحشرات مثل المن والحشرات القشرية ؛ وهو يمثل غذاءً عظيم الفائدة للإنسان لما يحويه من سكريات أحادية وخمائر وأحماض أمينية وفيتامينات ومعادن .


وللعسل أنواع عديدة حيث يأتى على رأسها عسل النحل السودانى الأفريقى والذى يحظى بسمعة وشهرة كبيرة ؛وعسل النحل الأوروبى كالإيطالى والكرنيولى ؛ وعسل النحل الآسيوى مثل عسل النحل التوقازى ؛ وقد نال العديد من العلماء درجات الدكتوراه فى أبحاث عسل النحل مثل الدكتور محمد سعيد على السراج – الخبير بتربية النحل ومنتجاته وفوائده الطبية والذى كان له تجربة رائدة فى مجال تهجين بعض سلالات النحل العالمية القياسية مع سلالات محلية أفرزت نتائج مبهرة وهى الآن محلا للدراسة والبحث فى جامعة كارولينا الشمالية وموجودة بمكتبة الكونجرس الأمريكى .  

القرآن والعسل 

آيتان لا أكثر ورد بهما ذكرُ العسل لكنهما حوتا من الإعجاز ما حار فيه العلم والعلماء حتى وقتنا هذا ؛ إذ وردتا بألفاظ لها من الدقة ما لا يمكن إنكاره أو جحوده وما لا يمكن معه إلا التسليم بأنه قرآنٌ من لدن حكيم خبير جلت قدرته وعظمته .
  
إذ يقول تعالى " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ؛ ثم كلى من كل الثمرات ؛ فاسلكى سُبُل ربك ذُللا ؛ يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس ؛ إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون " .

فمما يلفت النظر فى الآية الكريمة كلمة "وأوحى" لتخبرنا بأن ما يأتيه النحل من عمل لتصنيع العسل ليس نتاجا لأمر تعلمه أو شاهده فقلده كغيره من بعض الحيوانات ؛ وإنما هو وحىٌ من عند الله وغريزة أودعها الله فيه ؛ وهذا ما ثبت حيث إن ما تقوم به حشرة النحل يكون وفق سلوك دقيق ومعقد للغاية تسير عليه منذ ملايين السنين دون أن تحيد  أو تضل عنه .


ولا تقل كلمة " اتخذى " فى الآية الكريمة إعجازا عن سابقتها بل تتممها ؛ ففحوى الوحى إليها هو أن تتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون فى ترتيب عجيب ينبأنا بترتيب العسل من حيث الجودة العالية والفائدة الطبية ليواكب الآية فيها ؛ حيث يأتى العسل الجبلى على رأسها ؛ ثم يليه عسل الشجر ؛ ثم يليه العسل المستخرج مما يصنعه الناس من عروشات.

وفى قوله تعالى " فاسلكى سُبل ربك ذُللا " إعجازٌ أيضا يبين لنا كيف أن  الله القادر قد يسر للنحل وهداه إلى ما يمكنه من قطع آلاف الأميال والكيلومترات لجنى وامتصاص الرحيق من آلاف الزهور وغيرها كى يصنع فى بطونه شرابٌ مختلف ألوانه فيه شفاءٌ للكثير من الأمراض والأسقام ومما يجعل المرء يقف مشدوها ومذهولا ؛ ما توصل إليه العلم مؤخرا من أن تصنيع العسل بالفعل يتم تصنيعه فى بطون النحل مواكبا ما صرحت به الآية الكريمة .

كما أثبت العلم أيضا أن لكل نوع من العسل استخدامات تختلف عن غيرها من أنواعه الأخرى ؛ وبلغ من عظم شأن العسل واستخداماته العديدة فى العلاجات لشتى أنواع الامراض أن خُصصت مشافى خاصة ومتخصصة فقط للعلاج بالعسل معتمدين عليه بشكل أساسى .  

وهكذا يضحى حديثُ القرآن الكريم عن دقائق وأسرار العسل صنعاً وشفاءً ؛ لَأبلغُ معجزة لصدقه وصدق من نزل عليه صلى الله عليه وسلم ؛ وأن رسالته صالحة لكل زمان ومكان وأن اقتداء العلماء بقوله فى الآية " لقوم يتفكرون " ساقهم إلى معرفة المزيد من أسرارها والوقوف على فوائد العسل وما يسمى بغذاء الملكات وسم العسل وشمع العسل وغيرها من المنتجات التى لا تحصى ولا تعد فوائدها .
  

السنة النبوية والعسل


فما ورد بالسنة النبوية عن العسل كثير ؛ ويلتقى مع القرآن فى تطابق وتفسير وتأويل له بليغ ؛ فبينما صرح القرآن بأن العسل فيه شفاء للناس ؛ قال صلى الله عليه وسلم " عليكم بالشفاءين العسل والقرآن " .

وقال صلى الله عليه وسلم " من لعق العسل ثلاث غدوات لم يصبه عظيم من البلاء " .


وقد بات مُسلماً علمياً ما للعسل من فوائد جمّة سواءٌ طبياً أو غذائياً ؛ لما يحتويه من مكونات بمثابة الكنز إذ يحتوى على الجلوكوز والفركتوز والسكروز بكمية قليلة وأنواعا من فيتامين B وغيرها تجعل من عسل النحل صيدلية متكاملة لعلاج الكثير جدا من الأمراض منها على سبيل الذكر لا الحصر بعض أنواع السرطانات وفقر الدم والشيخوخة المبكرة والأضطرابات النفسية الخطيرة وعلاج ضغط الدم المرتفع والربو والحساسية وغيرها.


وقد أثبتت الدراسات أن سُم النحل غنىٌ بالإنزيمات النادرة والمعادن والأحماض والمضادات الحيوية وغيرها من المركبات والتى جعلت منه مادة لعلاج كثير من الأمراض المستعصية مثل الملاريا والروماتيزم والمصران العصبى وغيرها .


ومن عجائب استخدامات العسل علاجيا استخدامه لعلاج أمراض العيون والأمراض الصدرية والعقم والسموم والجروح والحروق .


سبحانك ربى يا من جلت قدرتك فأودعت جمَّ الشفاء لجمِّ الأمراض فى شربةٍ تخرج من بطون كائن بحجم النحلة؛ فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذه مثلا ؛ يضل به كثيرا ؛ ويهدى به كثيرا ؛ وما يضل به إلا الفاسقين .


وصلى الله وسلم على نبيه المصطفى من لا ينطق عن الهوى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .





google-playkhamsatmostaqltradent