مصطفى حفناوى حديثُ الصباحِ والمساء
وقع نبأ وفاته كالصاعقة على رؤوس الاشهاد وقد كان بالأمس القريب ملئ السمع والبصر فى قناته على
اليوتيوب كأشهر يوتيوبر بمصر .
من هو مصطفى حفناوى
إنه الشاب مصطفى حفناوى والذى ناهز
الخامسة والعشرين من عمره ؛ تخرج فى جامعة حلوان تراوده الأحلام أن يصبح ممثلا
شهيرا أو مخرجاًعظيماً فسعى نحو حلمه بخطىً ثابتةٍ وواثقة؛ فأنشأ قناته على اليوتيوب
بلغ عدد المشتركين بها ما يقرب من مائة وخمسين ألفا وحظيت بالألاف من المشاهدات .
وكان مصطفى قد فاز بجائزة أفضل ممثل على مستوى الجامعات المصرية كافة .
ونال أيضا جائزة أفضل ممثل بمهرجان الإبداع .
وكان مصطفى يمتلك أحد أشهر كافيهات بمصر شريكا لعمرو راضى الإنفلونسر
حكمة بالغة
وبعيداً عن تداعيات وفاته والتى تردد أنها جاءت نتيجة الإهمال الطبى غير
المسئول ؛ ففى قصة هذا الشاب عبرة وعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
هى حديث الصباح والمساء ووصف مجرد أزلى لدنيانا كجسر ومعبر نمرق عليه
كالبرق إلى المستقر ؛ من الحياة الدنيا وما أبلغه من وصف لها بالدنيا إلى ما وصفها
الله بالحيوان كأبلغ وصف لحياة حقة ومُثلى لا يعتريها نصب ولا غول ولا ظلم ولا شئ مما نكابده فى حياتنا الدنيا من ألوان النقص والدنيئة ؛ مصداقاً لقوله تعالى " وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ
وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ " . وليس بأصدق من تلكم الآيات الكريمة والتى تنبأنا بالحق والحقيقة التى لا تقبل شكا أو مرية بحق الدنيا الفانى فيقول رب العزة جل فى علاه " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة " .
" كل نفس ذائقة الموت ؛ وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ؛ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " .
" ولكل أمة أجل ؛ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
" قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينباكم بما كنتم تعملون "
"والله خلقكم ثم يتوافاكم ؛ ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا ؛ إن الله عليم قدير "
ويقول رب العزة مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم " إنك ميت وإنهم ميتون "
ويقول صلى الله عليه وسلم ليعلمنا ألا نفتر عن ذكر الموت وألا ننساه " أكثروا من ذكر هاذم اللذات "
وقال صلى الله عليه وسلم " أذكر الموت فى صلاتك ؛ فإن الرجل إذا ذكر الموت فى صلاته لحرى أن يحسن صلاته ؛ وصل صلاة رجل لا يظن انه يصلى صلاة غيرها ؛ وإياك وكل أمر يُعتذر منه " .
وها هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم يضربون أعظم المثل فى الخشية والخشوع والتقوى وحق وحقيقة علمهم ومعرفتهم بالدنيا ومآلها فيقول الصحابى الجليل أبو ذر " لو تعلمون العلم ما ساغ لكم طعامٌ ولا شرابٌ ولا نمتم على الفُرُش ولاجتنبتم النساء ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون " .
وكان الحسن يقول " أن من يعرف أن الموت قادم وأنه سيقف بين يدى الله أن يطول فى الدنيا حزنه " .
فهل من شئ أعظم وأهم من ذكر الله خالق الموت وذكر لقائه والعمل له والاستعداد كأهم ما يُستعد له ويُتأهب له فذاك يوم لا مرد له من الله وذاك يوم لا أوبة ولا رجعة منه ؛ وألا يطغى ما دونه أو سواه عليه .
" كل نفس ذائقة الموت ؛ وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ؛ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " .
" ولكل أمة أجل ؛ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
" قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينباكم بما كنتم تعملون "
"والله خلقكم ثم يتوافاكم ؛ ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا ؛ إن الله عليم قدير "
ويقول رب العزة مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم " إنك ميت وإنهم ميتون "
ويقول صلى الله عليه وسلم ليعلمنا ألا نفتر عن ذكر الموت وألا ننساه " أكثروا من ذكر هاذم اللذات "
وقال صلى الله عليه وسلم " أذكر الموت فى صلاتك ؛ فإن الرجل إذا ذكر الموت فى صلاته لحرى أن يحسن صلاته ؛ وصل صلاة رجل لا يظن انه يصلى صلاة غيرها ؛ وإياك وكل أمر يُعتذر منه " .
وها هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم يضربون أعظم المثل فى الخشية والخشوع والتقوى وحق وحقيقة علمهم ومعرفتهم بالدنيا ومآلها فيقول الصحابى الجليل أبو ذر " لو تعلمون العلم ما ساغ لكم طعامٌ ولا شرابٌ ولا نمتم على الفُرُش ولاجتنبتم النساء ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون " .
وكان الحسن يقول " أن من يعرف أن الموت قادم وأنه سيقف بين يدى الله أن يطول فى الدنيا حزنه " .
فهل من شئ أعظم وأهم من ذكر الله خالق الموت وذكر لقائه والعمل له والاستعداد كأهم ما يُستعد له ويُتأهب له فذاك يوم لا مرد له من الله وذاك يوم لا أوبة ولا رجعة منه ؛ وألا يطغى ما دونه أو سواه عليه .
حقيقة الدنيا
وما أوردناه لا يعنى قط طرح الدنيا
جانبا وإهمالها وغض الطرف عن بلوغ منتهاها فى شتى مجالاتها ودروبها بل والحياة بها
كأنه لا موت ؛ عملا بقوله صلى الله عليه وسلم " إحرص على ما ينفعك ؛ واستعن
بالله ولا تعجزن " مع الاخذ فى الاعتبار أن أجلا قد ضُرب لعمرك فيها وانطلق سهمه منذ وُلدت وأنه لا
مناص ولا منجى ولا ملجأ من الله إلا إليه .
لا تجعلها فى قلبك واجعلها لا تجاوز يدك كى تسلم من غرورها وشرورها وسرابها
فما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ؛ وضع نُصب أعينك حقيقتها ومنتهاها وكن كما
أرشدنا صلى الله عليه وسلم من لا ينطق عن الهوى فقال " كن فى الدنيا كأنك
غريب أو عابر سبيل " وقال صلى الله عليه وسلم " إذا أمسيت فلا تنتظر
الصباح ؛ وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك "
ولنتأمل ولا ندع ما يمر بنا من أحداث وأحاديث بمن حولنا من أناس أقرباء أو من دونهم ؛ ولنستخلص منها العبر والحكمة والدرس الذى يُفضى بنا إلى صلاح الحال فى دنيانا وآخرتنا فما أورد القرآن قصصا وأحداثا إلا من أجل ذلك . قال الله تعالى " لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الأبصار " ؛ وقال لقد كان فى يوسف وأخوته آيات للسائلين " .
وما أشبه قصتنا اليوم بكثير غيرها تجرى أمام أعيينا ونشاهدها حتى لكأنها حديث الصباح والمساء ؛ وكم هم كثر من أمثال مصطفى حفناوى شبابا بل وشيبا ملكوا الدنيا أو اقتربوا ؛ ودنت لهم كل مباهجها وآفاقها مالا وثراء وصيتا وشهرة ثم داهمهم الموت دون سابقة نذير وأتاهم على غرة وما أظن فارقا يذكر بين أعمارنا وأعمار هؤلاء إلا كما هو الفارق بين أعلم علماء الارض وأجهل جهلائها إذا علمنا أنه بحق يكاد يكون معدوما مصداقا لقوله تعالى " وما أُوتيتم من العلم إلا قليلا " .
وقوله تعالى " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها "
وقوله " ويم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم " .
وقوله " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون " .
ويقول الحق تبارك وتعالى " يأيها الناس إن وعد الله حق ؛ فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " .
أعظم من أن تترك لإنها الجسر والمعبر للدار الآخرة دار القرار والاستقرار فى جنة أو نار .
وأهون من أن تكون هدفا لإنها فانية غير باقية ولا دائمة ؛ هالكةٌ إن بلغت منها غاية غاياتك ولن تبلغ منها كل ما تتمناه ولا ريب فحتما ستفارقها أو تفارقك أيهما أقرب فهى وكما وصفها الحق متاع الغرور .
ولنتأمل ولا ندع ما يمر بنا من أحداث وأحاديث بمن حولنا من أناس أقرباء أو من دونهم ؛ ولنستخلص منها العبر والحكمة والدرس الذى يُفضى بنا إلى صلاح الحال فى دنيانا وآخرتنا فما أورد القرآن قصصا وأحداثا إلا من أجل ذلك . قال الله تعالى " لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الأبصار " ؛ وقال لقد كان فى يوسف وأخوته آيات للسائلين " .
وما أشبه قصتنا اليوم بكثير غيرها تجرى أمام أعيينا ونشاهدها حتى لكأنها حديث الصباح والمساء ؛ وكم هم كثر من أمثال مصطفى حفناوى شبابا بل وشيبا ملكوا الدنيا أو اقتربوا ؛ ودنت لهم كل مباهجها وآفاقها مالا وثراء وصيتا وشهرة ثم داهمهم الموت دون سابقة نذير وأتاهم على غرة وما أظن فارقا يذكر بين أعمارنا وأعمار هؤلاء إلا كما هو الفارق بين أعلم علماء الارض وأجهل جهلائها إذا علمنا أنه بحق يكاد يكون معدوما مصداقا لقوله تعالى " وما أُوتيتم من العلم إلا قليلا " .
وقوله تعالى " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها "
وقوله " ويم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم " .
وقوله " ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون " .
ويقول الحق تبارك وتعالى " يأيها الناس إن وعد الله حق ؛ فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " .
الدنيا أعظم من أن تترك وأهون من أن تكون هدفا
أعظم من أن تترك لإنها الجسر والمعبر للدار الآخرة دار القرار والاستقرار فى جنة أو نار .
وأهون من أن تكون هدفا لإنها فانية غير باقية ولا دائمة ؛ هالكةٌ إن بلغت منها غاية غاياتك ولن تبلغ منها كل ما تتمناه ولا ريب فحتما ستفارقها أو تفارقك أيهما أقرب فهى وكما وصفها الحق متاع الغرور .
فالله نسأل أن لا يجعل الدنيا أكثر همنا
ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل اللهم الجنة قرارنا ومصيرنا .
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
قد يهمك أيضا :-