ما الفرق بين إبليس والشيطان

 قصة العفريت وإسلام جزر المالديف

ليس أعجب من قصة إسلامها ، فقد شاء الله تبارك وتعالى لهذه الجزر أن تنعم بالهداية إلى دين الحق بعدما أمضت ردحًا من الزمن في الضلال البعيد .

ما هي جزر المالديف وأين تقع

هي دولة تقع القارة الآسيوية ، لا تتعدى مساحتها ثلاثمائة كيلومترمربع ، ولا يتعدى تعدادها من السكان ثلاثمائة وتسعة آلاف نسمة ، وظلت تحت حكم التاج البريطاني لأكثر من سبعين عاما حتى نالت استقلالها عام ألف وتسعمائة وخمس وستين وأصبحت عاصمتها ماليه .

وما تتمتع به جذر المالديف من هبات طبيعية وطقس رائع ومناظر خلابة خصها الله بها الوهاب العظيم جعل منها مقصدًا سياحيًا أسطوريًا يرنو إليه أعاظم الناس وخاصّتهم .

قصة إسلامها

ولا تقل قصة إسلام جزر المالديف أسطورة عن وصفها من حيث الطبيعة الجميلة والخالية بهذا الوصف ، فليس منها أغرب منها قصة .

وتعود تفاصيل هذه القصة إلى القرن الثاني عشر حيث كانت هذه الجزر غارقة في الديانة البوذية بحكم خضوعها للإمبراطور الهندي أشوكا ، حتى جاءها الفتح الإسلامي على يد داعية مغربي يُدعى أبو بركات البربري .

فقد روى ابن بطوطة في كتبه أن قصة غاية في الغرابة وتكاد تكون أسطورية وراء إسلام جزر المالديف وتتلخص في أن أهلها ظلوا يعتقدون أن عفريتًا يأتيهم غرة كل شهر من ناحية البحر وكأنه مركب قد امتلئ عن آخره بالوفير من القناديل ، فإذا ما رأوه أو رأوها ،هُرعوا إلى إحدى فتياتهم المختارة بالقرعة ، فزينوها وأدخلوها وأودعوها حتى الصباح مكانًا بضفة البحر أسموه " البدخانة " وهو وصف درجوا على إطلاقه على بيت الأصنام ، فإذا ما أصبح الصبح وجدوها ميتة .

وفي ذات مرة أصابت القرعة فتاةً لامرأة عجوز كان أبو بكر المغربي نزيلا بدارها وقت إقامته بالمالديف ، فلما بلغ منه ما بلغ من بكاء السيدة على ابنتها وحزنها الشديد عليها تعهد لها أن يذهب بدلاً منها إلى بيت الأصنام .

فما لبث أن توجه أبو بكر المغربي تلقاء بيت الأصنام متوضًا ، فعكف به على تلاوة القرآن حتى الصباح دون أن يصيبه ثمة أذىً أو مكروه .

فلما بلغت قصته أهل الجزر وذاع صيتها ، قصوا على ملكهم القصص وبصحبتهم بطلها أبو بكر المغربي والذي عرض عليه الإسلام ، فما كان من الملك إلا أن عقد معه اتفاقًا يقتضي مكث أبو بكر شهرًا آخر فإن كُللت قصته مع العفريت تارة أخرى بالنجاح أسلم ، وقد كان ما كان من سابق انتصاره ، فأسلم الملك وأسلم من وراءه من سكان الجزر جميعًا فلم يبق أحدٌ منها واعتنق الإسلام .

وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العزيز " فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ " . صدق الله العظيم

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .