الإعجاز العلمي في حديث ولوغ الكلب في الإناء
فقد نهى صلى الله عليه وسلم مُشددًا عن مخالطة
الكلاب فضلاً عن اقتنائها ، فقال من لا ينطق عن الهوى " من أمسك كلباً فإنه
ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حرث أو ماشية " ، وفي رواية أخرى قال
" مَنِ اتَّخَذَ كَلْباً إِلاَّ كَلْبَ مَاشِيَةٍ ، أوْ صَيْدٍ ، أوْ زَرْعٍ
، انْتُقِصَ مِنْ أجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ " ، وفي رواية ثالثة لمسلم قال " إِذَا
وَلَغَ الكُلْبُ في الإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، وَعَفِّرُوهُ
الثَّامِنَةَ بِالتُّرَابِ " ، كما قال صلوات الله وسلامه عليه " لا
تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب " .
وإذ لم يعد خافيًا ما بات مؤكدًا وثابتًا ثبوتًا
علميًا لا يقبل الجدل ما تمثله الكلاب من مرتع خصب للكثير من الميكروبات مثل
الطفيليات والجراثيم الدقيقة والمسببة للكثير من الأمراض لعل من أخطرها مرض الكَلِب
أو السُعار والذي يصيب الأعصاب بالتهاب شديد يودي في النهاية بحياة الإنسان .
تأصيل وبيان النهي علميا
فما يزال العلم يأتي بما يقطع بصدق رسول الله صلى
الله عليه وسلم بكشف العديد من أوجه النهي والحذر من اقتناء واستئناس الكلاب أو
الاختلاط بها، ثم بلغ من عظمة وتمام التوجيه النبوي أن أرشدنا إلى الطريقة المثلى للبراء
مما قد ينال المخالط للكلب من ميكروبات خطرة أو عند ولوغ الكلب في الإناء فقال صلى
الله عليه وسلم " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهن
بالتراب "، وقال أيضاً " إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً ".
وقد وجه الحديث بأمرين هامين أولهما ضرورة غسل
الإناء وإفراغه مما فيه تمامًا وذلك بغسله سبعًا ، وثانيهما استخدام التراب أول مرة
، فما عساه من وجه للإعجاز فيه ؟؟؟
وجه الإعجاز في الأمر بالتراب
فقد توصل العلماء إلى خصوصية الأمر بالتراب دون
غيره كمطهر لإناء ولغ فيه كلب إذ من المعلوم أن ميكروب الكَلِب يبلغ
من الصغر والدقة ما يجعله أكثر مكنة وقدرة على الالتصاق بجدار الإناء والتماسك به،
وليس أمثل من التراب مادة لإزالته وامتصاصه من سطح الإناء .
كما يتصف التراب بخاصية فريدة وهي احتوائه على مادتي
تتراكسلين والتتاراليت وهما من أهم المواد المستخدمة في التعقيم والحماية من
الجراثيم.
وتتعدى خصائص التراب المذهلة إلى قدرته على إزالة
بويضات الجراثيم، كما يحتوي التراب على مواد فعالة وقاتلة لها.
ولقد عكف العلماء ردحًا من الزمن على دراسة ما
عساه أن يكون متوفرًا من ميكروبات وجراثيم شتى في المقابر فأذهلتهم حقيقة علمية
ونبهتهم إلى القدرة الفائقة للتراب كمعقم فعال يحول دون تكاثر الجراثيم حتى في
أكثر الأماكن مرتعًا لها مثل المقابر، وما ذلك إلا مصداقًا وتصديقًا لما ورد في
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مخاطر مخالطة الكلاب
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الكلاب تنقل
العديد من الأمراض شديدة الخطورة حيث تحتوي أمعائها على العديد من الديدان سيما
الشريطية منها والتي تسبب أمراضًا كثيرة للإنسان المخالط لها، أو حتى غير المخالط إذا
ما سنحت فرصة بنقلها إليه من خلال الملامسة بينها وبين الإنسان أو من خلال عضة أو احتكاك
منها للضحية.
فصدق الله العظيم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما بلغ عن ربه، ومازال العلم يكشف للإنسان حينًا بعد حين عن المزيد والمزيد من
آيات الله في كونه ما يثبت به عباده المؤمنين ويزيد الذين اهتدوا هدى.
وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم تسليما كثيرا.