أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خُلِقت
recent
أخبار ساخنة

أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خُلِقت



 

Do you not look at the camels, how they are created


أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خُلِقت

قال الله تعالى " أفلا ينظرون إلى الإبلِ كيف خُلِقت ، وإلى السماء كيف رُفعت ، وإلى الجبال كيف نُصبت ، وإلى الأرض كيف سُطحت " .

عندما تدعونا الآيات القرآنية إلى التأمل في ملكوت الله ومخلوقاته من سماءٍ رُفعت بغير عمدٍ ترونها ، وجبالٍ نُصبت في الأرض كالأعلام بتقدير العلي الحكيم ،  وأرضٍ سُطحت ومُدّت وبُسطت لتكون مهداً وكِفاتاً أحياءً وأمواتا .

ثم يأتي على قمة ورأس تلكم الآيات ، أية تدعونا للتأمل في خلق الأبل ، فلا ريب أنها آيةٌ بلغت من القدرِ والعظمة ما أولاها ربُ العزة خصوصية الذكر والتقديم على غيرها من آياتٍ عظيمةٍ كآياتِ السماء والأرض والجبال ، والتي أوردها القرآن في آياته بقدر من التقدير كبير، كما في قوله تعالى " لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .

آيةُ خلق الإبل

فمما يدعو للتأمل والإمعان ، أن خصّت الآية النظر إلى خِلقةِ الإبل ، وكيف خُلقت بإعجاز مُبهر مُهيئاً إياها لمهمتها التي أرادها وقدرها لها اللهُ العزيز القدير .

أوجه الإعجاز في خلْق الإبل

ففي خلْق الإبل من الخصائص  الجسمية والوظيفية ما يدعو للعجب ، إذ تملك الإبل جسمًا نُحت بعناية فائقة توفر لها قدرات خاصة على مواجهة كل التحديات البيئية والصعاب اللانهائية خاصة منها ما كان صحراوياً منبت نشأتها ومجتمعها الأول لذلك سميت عن جدارة بسفينة الصحراء .

فالإبل تملك سوقاً وقوائم طويلة تتميز بفضلها بخطاها الواسعة وسرعتها الكبيرة  حتى على أكثر الرمال نعومة ، وفي ذات الوقت تجعلها مرتفعة عن الأرض وبمنأى عما يثور أسفلها من غبار فلا يتسبب في إعاقتها عن الحركة والمسير .

كما تملك الإبل أُذنا تتصف بالصغر والدقة وقلة البروز وإلتصاقها برأسها فلا تتأثر بالعواصف الصحراوية ويساعدها في ذلك أيضا ما تملكه من شعر غزير وكثيف يدرأ عنها ما تحمله الرياح من تراب ورمال ، ولذات الغرض فإنها تملك أيضا أعينا لها رموش كثيفة ذات طبقتين كلتاهما متداخلتين في الأخرى مما يجعل أعينها في حصن حصين من التأثر بأعتى وأقسى  التقلبات المناخية ، فكل ما في وجه الإبل مهيأٌ ومعدٌ لهذا الغرض ، حتى  الأنفٍ ذات الشقين الضيقين يحيطهما شعرٌ كثيفٌ وبحافتهما لحمية يمكن إغلاقهما بواستطها تلافياً لما تحمله الرياح من رمال قد تضر بالرئتين .

وقد وهب الله الإبل أعناقًا طويلة تتمكن من خلالها من تناول طعامها من الأشجار العالية ، كما أن لها جهازاً هضميا قوياً قادراً على هضم أي نوع من الطعام .

الإعجاز في إنتاج الإبل للماء

فقد خص الله سبحانه وتعالى الإبل بقدرة عجيبة على إنتاج  الماء من الدهون والشحوم المُخزنة بِسنامها بطريقة كيميائية معقدة ، كما يمكن للإبل إمتصاص الماء من أمعائها وكليتها وطرحه ثانية في الجسم والاستفادة منه على أكمل وجه ، وهذه القدرات الخاصة للإبل توفر لها مكنة رهيبة لمقاومة وتحمل العطش والحرمان من الماء لزمن ليس بقليل قد يصل لأسبوعين كاملين في درجة حرارة تصل إلى الخمسين مئوية ، ويعينها على هذا الأمر قلة ما تفرزه من العرق وبالتالي التكيف العجيب مع هذه الظروف البيئية القاسية  .

لحم الإبل

للحمِ الإبل فوائد جمّة ، إذ يتميز باحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المفيدة جدا لصحة القلب والأوعية الدموية على خلاف اللحوم الحيوانية الأخرى الغنية بالدهون عالية الخطر لما تسببه من تصلب للشرايين ، كما يتصف لحمها بقلة احتوائه على الكوليسترول مما يجعله بديلاً صحياً جيداً لمن يعانون من أمراض كالسكري والضغط وغيرهما .

ويحتوي لحم الإبل على كل ما يحتاجه الجسم من فيتامينات ومعادن مثل البوتاسيوم والفوسفور والصوديوم ، ويتميز فيه الكالسيوم بارتفاع نسبته عما سواه من لحوم أخرى مثل لحوم الجاموس .

لبن الإبل

لا تقل أهمية وفوائد لبن الإبل عن لحومها ، فهي تتميز أيضا بما تتميز به من غنىً بالفيتامينات والمعادن خاصة الفسفور المعزز للمناعة ، ويعد لبن الإبل خياراً صحياً جيداً لكثير من المرضى مثل مرضى السكري ، كما يوفر حماية من أمراض القلب والأوعية الدموية .

فسبحان الله العظيم الذي أحسن كل شيء خلقه ، وسبحان من سخر هذه الحيوانات للإنسان وصدق إذ يقول في كتابه العزيز  " وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ " .

وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


google-playkhamsatmostaqltradent