والسماءِ والطارق
إعجازٌ قرآني
قال الله تعالى " والسماء والطارق
، وما أدراك ما الطارق ، النجم الثاقب " .
وإنه
لقسمٌ لو تعلمون عظيم ، قسمُ الله بالطارق ذلك النجم الموصوف قرآنياً بالثاقب
، لم يكن للعرب آنذاك علمٌ بهذا النجم ، بل لم يكن لأعلم علماء الأرض ثمة دراية أو
إحاطة بهذا النجم الطارق حتى أدركه العلم في حقبة الستينيات من القرن العشرين ، حيث
بلغت علوم الفضاء مبلغاً كبيراً وتطورت التليسكوبات الراديوية والتي تختص بدراسة
الكون من خلال ما يسمى بالأمواج الراديوية للكون ، فكان أن فسرت وصف القرآن الكريم
والعجيب للنجم بصفة الطارق .
ما هو النجم الطارق
الطارق
لُغةً من الطرق ، ويقال طرق النجم طرقاً أي ظهر ليلاً .
كما
ورد في الكتب التفسيرية واللغوية في معنى الطارق الضرب أو الطرق بانتظام ، ومنه طرق الباب بانتظام
مما يخلف أيضاً أصواتاً منتظمة .
وقد
تباينت وتعددت الاجتهادات من قبل أهل العلم والتأويل من علماء المسلمين في التفسير
، فذهب بعضهم إلى أن وصف النجم بالطارق يعني مُكنة رؤيته بالليل دون النهار ، وكان
عُمدتهم في هذا الرأي ما ورد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهي عن أن
يطرق الرجل أهله طروقاً ، أي يأتيهم
بالليل على نحو مفاجئ ، وكذا ما ورد بدعائه صلى الله عليه وسلم في الحديث " إلا
طارقاً يطرق بخيرٍ يا رحمن .
وأما عن وصف النجم الطارق بالثاقب ، فقد ذهب البعض إلى
تفسيره بالمضئ والمتوهج ، بينما فسره
البعض الآخر بالذي يثقب الشياطين إذا ما أُرسل أو سُلط عليهم .
وجه الإعجاز في وصفه بالطارق
منذ وطأ هذا المخلوق الإنسان الأرض ظل ولم يزل مجهولاً لديه
السماء وما بها من أسرار بين الحين والآخر يكتشفها فيقف على الكثير من الحقائق التي
لم يجد لها تفسيراً من قبل .
وقد بلغ الإنسان من خلال ما اخترعه من تليسكوبات وأجهزة متطورة
مبلغاً مكنه من رصد بعضاً من صفات وخصائص بعض النجوم والكواكب ، حتى اكتشف في نهاية
القرن العشرين أصواتاً قادمة من الفضاء السحيق
تشبه إلى حد كبير الطرق أو الضرب بالمطرقة ويتسم بكونه طرقٌ منتظم ، ثم تملك الإنسان
الدهشة إذ علم أنه صوت صادر عن نوع من النجوم أطلقوا عليه أسم النجوم النيوترونية Neutron
Stars أو النجوم النابضة Pulsar
Stars هي التي ذكرها القرآن قبل أربعة عشر قرناً من الزمان في إشارة مُعجزةٍ تَشي
بصدق منْ نزل عليه القرآن بالحق بشيراً ونذيرا .
فبأي حديث بعده يؤمنون .
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تسليما كثيرا .