فلا أُقسم بالخُنّس الجوار الكُنّس
آيةٌ كبرى وإعجاز
لا يقسم الله إلا بعظيم ، وما خلق الله السموات والأرض إلا بالحق ، وما زاد المؤمن إيماناً مثل ما أظهرت آياتُ الله في كتابه عبر الأزمنة المتعاقبة إعجازاً وبرهاناً ناصعاً وقاطعاً بقدرته سبحانه وتعالى وقيوميته .
ما هي المكانس الكونية
بدت حين تنزّل بها القرآن أمراً عجباً ومُستغربا ، حتى عام ألف وسبعمائة وتسعين ميلادية حيث وضع كل من العالمين جون ميشيل الإنجليزي ، وبيير سيمون الفرنسي فرضية وجود نجوم خفية بالسماء ، ثم ما لبث أن جاءت النظرية النسبية وصاحبها ألبرت إينشتين عام ألف وتسعمائة وخمسة عشر فأيدت وجودها وقررت تأثيرها في الوقت والمكان ، وأخيراً فاجأ الأمريكي جون ولير العالم بهذه النجوم حيث أُطلق عليها وصف الثقوب السوداء أو Black Holes .
ثم توالت الإكتشافات عن هذه النجوم حيث رُصدت بأشعة إكس بواسطة المرصد الشهير هابل كجسم غير مرئي وقُدر وزنها بثلاثة آلاف مليون ضعف وزن الشمس .
نشأة الثقوب السوداء
وطبقا لوكالة ناسا الفضائيه فإن الثقب الأسود ينشأ في مكان ما من الفضاء تعرض لضغطكبير جداً مما أدى إلى تجميع المادة فيه بكثافة عالية جداً تمنع مغادرتها منها حتى أن آشعة الضوء لا تستطيع الفكاك منه وهذا المكان المسمى بالثقب الأسود وما يتصف به من قدرة خيالية على شفط وسحب وابتلاع أي جسم وإن عظُم حجمه أو ثُقل وزنه ينشأ عن إنهيار النجوم عندما ينفد وقودها وكأنما لهذه النجوم عمراً مقدراً وأجلاً تستوفيه ، ثم تموت فتتحول إلى ثقوب سوداء ومكانس للفضاء جبارة .
وهذه الثقوب تتفاوت في حجمها فمنها ما يبلغ من عظمه ما يفوق حجم شمسنا ملايين المرات ومثل هذه النجوم عندما ينفد وقودها تتحول إلى ثقوب سوداء عظيمة القدرة على الجذب والكنس ، وعلى النقيض إن صغر حجمها تتحول إلى ثقوب صغيرة وقزمة ويطلق عليها اسم ثقوب بيضاء ميتة أو white dwarf عديمة الجذب والأثر في الفضاء .
رصد الثقوب السوداء
من أوجه الإعجاز العلمي القرآني لوصف هذه النجوم بوصف الخنس أي الخفية أن العلماء لم يتمكنوا من رصدها إلا عن طريق ما ينجم عنها من آشعة سينية تلتقطها الأجهزة الحديثة والتي تنجم عن حرارتها التي تشبه الإعصار .
لم يرد بالقرآن وصف هذه النجوم بوصفي الخنس الجوار الكنس عبساً أو هراءً ، إذ أكد صحته ودقته ما توصل إليه العلم قطعياً من أنها تجري وتسبح في الفضاء وتكنس كل ما يعترضها أو تصادفه مبتلعة إياه ثم لا يمكنه الفكاك أو الإنفلات منه حتى الضوء الذي تبلغ سرعته ثلاثمائة ألف كيلومتراً في الساعة وهذا ما أوردته إحدى الدراسات
الحديثة كما الآتي
It creates an immense gravitational pull not unlike an invisible cosmic vacuum cleaner. As it moves, it sucks in all matter in its way not even light can escape
وصدق الله العظيم إذ يقول لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
قوله تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق .
فبأي حديث بعده يؤمنون .
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .