لماذا لم يُذكر بالقرآن قومٌ لعيسى
recent
أخبار ساخنة

لماذا لم يُذكر بالقرآن قومٌ لعيسى

Why was the Qur’an not mentioned by people of Jesus?

 

لماذا لم يُذكر بالقرآن قومٌ لعيسى

صدق الله العظيم إذ يقول في محكم التنزيل " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ".

فلم يزل وسيظل القرآن إلى قيام الساعة رافعاً رايته باسطاً برهانه في تحدٍ للإنس والجن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .

قال الله تعالى " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ؛ لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا " .

وقال تعالى " وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أُعدت للكافرين  " .

وكم هي كثيرةٌ ما تحويه دفتيه من أوجهٍ كثيرة للإعجاز ، لا يملك أحدٌ ثمة فطنة أو قليل من فطرة سويةٍ إلا وآمن به قرآنا منزلا ولا ينبغي أن يكون إلا من عند الله من لدن حكيم خبير عليم  .

ولعل من أوجه الإعجاز وما يلفت النظر ما اختص به القرآن من دقة نصه بحيث لا تملك قط أبداً أن تستعيض كلمةً بكلمةٍ ، بل حرفاً بآخر؛ فللقرآن بنيانٌ يأبى المساس أو التعديل.

وفي قصص الأنبياء بالقرآن عجبا ، ففي رواية كل نبي مشاهد تفرقت في مواطن عدة في سوره يكمل بعضها بعضا ويبرز عن عمدٍ جانبا مميزاً فيها لتبدو القصة محكمة لا نقصان فيها ولا تفريط .

ومما يلفت النظر في قصة سيدنا عيسى بن مريم أنها جاءت دون ثمة ذكر لقومه كما وردت سائر قصص أخوته من أنبياء الله عدا سيدنا آدم عليه وعلى كل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم  إذ تتصف قصتهما بنفس الوصف . 

ففي قصة نوح عليه السلام يقول المولى عز وجل " لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله .

وقال تعالى" ولوطا إذ قال لقومه أتاتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين .

وقال تعالى " وإلى عادٍ أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله  .

وقال تعالى" وإلى ثمود أخاهم صالحا "  قال يا قوم اعبدوا الله " .

وقال تعالى " وإذ قال موسى لقومه إنكم ظلمتم أنفسكم  .

فإذا ما تأملنا وعبرنا بكل موطن ذُكر فيه سيدنا عيسى بن مريم  أو المسيح في كتاب الله لم نعثر قط على ذكرٍ لقومه وهو الذي أُرسل إلى بني إسرائيل كنبي الله موسى عليه السلام فقد جاء بالقرآن حين دعاهم لعبادة الله مخاطبا إياهم بلفظ يا بني إسرائيل ولم يقل يا قوم كما قال لهم  نبيهم موسى إذ يقول الله تعالى " وإذ قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم " .

وقال تعالى" وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم " .

فليس بالقرآن آية واحدة تجمع بين كلمة عيسى أو المسيح وبين كلمة قوم  ولكن يكون الخطاب دائما من عيسى أو المسيح موجها إلى بني إسرائيل دون ذكر كلمة قوم  .

فالمسيح أو سيدنا عيسى عليه السلام لم يُنسب في القرآن الكريم لقوم أبدا بينما ، ورد ذُكرت أمه السيدة مريم منسوبة إلى قومها في قوله تعالى " فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريا " .

ولأن المرء يُنسب إلي قومه لانتمائه لأبيه الذي هو منهم ، فكل الأنبياء ينسبون إلى أقوامهم لانتمائهم إلى آبائهم من أقوامهم  .

ولأن ولادة عيسى عليه السلام كانت معجزة ، إذ وُلد بغير أبٍ فما كان ليُذكر له في القرآن قومٌ وما لكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أن يفوته ذلك الأمر والذي ينم عن دقته وبلاغته ، ومصداقا لقول الله تعالى " وما كان هذا القرآن أن يُفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين " .

وما صدق سابقا وصفاً على سيدنا عيسى عليه السلام يصدق بدوره على سيدنا آدم عليه السلام لمعجزه خلقه من دون أبٍ وأم ولكن من طين وقد جاء القرآن في آية وحيدة جمعتهما معاً مشيرة إلى ذلك في قوله تعالى" إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون .

فسبحان من هذا كلامه ومن أصدق من الله حديثا.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

 


google-playkhamsatmostaqltradent