ألب أرسلان قائد الجيش المُكفن بطل ملاذ كرد
recent
أخبار ساخنة

ألب أرسلان قائد الجيش المُكفن بطل ملاذ كرد

الصفحة الرئيسية

 

Alp Arslan, captain of the shrouded army, hero of Malaz Kard


ألب أرسلان قائد الجيش المُكَفّن بطل ملاذ كرد


إنه ألب أرسلان ذلك الفتى الخُراساني منْ خلف أبيه حاكما لخُراسان وقد أشتهر بالشجاعة على صغر سنه في كل المعارك التي خاضها في سبيل رفع راية الإسلام حتى أصبحت دولته أعظم قوة إسلامية في عصرها بلغت مدى من الإنتصارات تمكن من خلالها من فتح بلاد الأرمن وجورجيا مما أوجس قيصر الروم خيفةً من قتالٍ وشيكٍ لا مناص ولا مفر منه ، فبادر إلى تجهيز جيش كبيرلمبادرة المسلمين بالهجوم في حلب فكان أن استولوا عليها فما لبث أن أوكل ألب أرسلان ولده ملكشاه على رأس جيش لاسترداد حلب من مغتصبيها والتأمين اللازم لحدود الشام فكان له النصر وعادت حلب وضم أيضا القدس وبعضا من بلاد الشام

 

موقعة ملاذ كرد 

لم يعد لقيصر الروم المنهزم بداً من الإسراع إلى الهجوم على جيش الب أرسلان عقب فشله الذريع في محاصرة الجيش الإسلامي فما كان منه إلا أن قام بإعداد جيش جرار من العديد من أعراق أوروبية عديدة بلغ قوامه مائتي ألف جندي مدججين بأعتى الأسلحة والعتاد متفوقا بذلك على الجيش الإسلامى إذا ما عقدت مقارنة بينهما عدة وعتادا .

وما إن إلتقى الجمعان حتى استطاع الفتى ألب أرسلان وجيشه المؤمن تحقيق نصر خاطف طلب على أثره قائد المسلمين هدنة وصلحا لتلافي  ما قد يترتب على مواجهة جيش الروم من نتائج وخسائر في الأرواح في صفوف المسلمين فأبى قيصر الروم دعوة الصلح وأصر على مواصلة المعركة وقد أبدى صلفا وغرورا مع رسول القائد المسلم .

وإذ أيقن ألب أرسلان أن لا مفر من مواصلة القتال وقد نفدت كل محاولة للصلح ، فشرع إلى بث روح القتال في نفوس جنوده وشحذ الهمم لنصرة دين الحق والاستشهاد في سبيل الله والشوق لنيله بالجهاد والثبات عند اللقاء بينما آزره الإمام أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري أحد أشهر علماء عصره داعيا له بالنصر والفتح .

ولما دنا اللقاء وأطلت الحرب برأسها أمَّ ابو نصر البخاري القائد والمسلمين في الصلاة حتى أجهش القائد بالبكاء وبكى لبكائه كل الحضور ، ثم لبس ثوبا أبيضا وتحنط ثم خرج على جنوده معلنا انه يرتدي كفنه فما كان من المسلمين إلا أن فعلوا ما فعل قائدهم ، ودبت روح الإيمان واليقين بنصر الله في صفوف المسلمين ، وانطلقوا في جيش الروم كالصواعق فريقا يقتلون ويأسرون فريقا ، وبلغوا منهم ما لم يكونوا يحتسبون ، وجاء نصر الله والفتح القريب من عباد الله الصالحين ، ووقع بالروم شر هزيمة وأُُسر قيصرهم الذي افتدوه بمال بلغ المليون ونصف المليون من الدينارات ، ورضوا بالصلح مدة خمسين عاما متعهدين بدفع الجزية طيلتها مذعنين ومعترفين بسلطان المسلمين على ما فُتح على أيديهم من بلاد الروم ملتزمين بألا يقع منهم أية عدوان عليها .


ثمرة النصر 

وقد كان لهذا النصر ما كان من نتائج عظيمة وجمة ، فقد أشرقت  شمس الإسلام على هذه الأراضي فدخل أهلها في دين الله أفواجا وبلغ الإسلام مبلغا عظيما ، فصارت منارة للعلوم الإسلامية وأُنشأت بها ما تعارف على تسميتها بالمدارس النظامية والتي صارت كعبةً للعلماء من كل حدبٍ وصوب .

 

وقد ذاع صيت القائد الفتى ، والذي بات في زمنه عظيم الشأن يُحسب له أيما حساب في الغرب والعالم المسيحي وهو الذي لم يتخط الرابعة والأربعون من عمره حتى قُتل كأحدِ أهم وأعظم حكام السلاجقة .

لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب .

فمن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه  .

وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين   .

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  .

 

 


google-playkhamsatmostaqltradent