التلسكوب ديزي وإعجاز قوله تعالى " وإنا لموسعون "
قال تعالى " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد " .
فقد أعلنت منذ أيام قليلة الولايات المتحدة الأمريكية عن تليسكوب جديد يُدعى ديزي تكون مهمته رسم خريطة للكون ثلاثية الأبعاد للوقوف على بيان وفهم أكثر وضوحا لتوسعه أو تمدده .
توسع الكون وتمدده
ظل السائد والمعتقد أن الكون ثابت ، ولم يدرك الإنسان حقيقة توسع الكون وتمدده إلاّ في أواخر القرن العشرين ، بينما ذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة قبل أربعة عشر قرناً من الزمان فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم " والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون " . ومن عجيب دقة ما ورد بالآية الكريمة ما ألمحت إليه من استمرارية هذا التوسع والتمدد في كلمة " لموسعون " .
ففي عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر أعلن العالم الأشهر صاحب النظرية النسبية ألبرت إينشتاين أن الكون غير ثابت ثم قدم العالم الهولندي وليام دي سيتر بحثا انتهى فيه واعتمادها على النظرية النسبية إلى أن الكون يتمدد .
ثم استطاع العالم سلايفر في عام ألف وتسعمائة وخمسة وعشرين إثبات أن أربعين مجرة قام برصدها تتباعد عن بعضها وعن مجرتنا بسرعة كبيرة جدا .
وما لبث أن جاء العالم هابل في عام ألف وتسعمائةوتسعة وعشرين إثبات حقيقة فلكية عُرفت بإسمه ( قانون هابل ) وهي أن ثمة تناسب طردي بين سرعة تباعد المجرات عن مجرتنا وبين بعدها عنا ، وبهذه النظرية تمكن هابل من حساب أبعاد العديد من المجرات عنا وكذا سرعة تباعدها عنا .
وتعلق الولايات المتحدة الأمريكية على تلسكوبها "ديزي" DESI آمالا عريضة وطموحات ، وتأمل أن تتعرف من خلاله علي ما ينجم عن المجرات من ضوء والتي يبلغ تعدادها ما يقرب من خمسٍ وثلاثين مجرة تمثل حقباً عديدة من تاريخ الكون حيث يمكنه جمع خمسة آلاف طيف ضوئي من المجرات كل عشرين دقيقة مما قد يساهم في معرفة ما يسمى بالطاقة المظلمة والمسئولة كما يعتقد العلماء عن سرعة تمدد الكون .
وما يزال العلم والعلماء يتقدمون حثيثاً نحو المزيد والمزيد من حقائق تمدد الكون وتوسعه ليكشف كل يوم آفاقاً وآفاقا من أسرار القرآن العلمية والتي لا تنقطع ولا ينضب معينها .
فأنى لأميٍ ما خطه قط بيمينه أن يعلم بهذه الحقائق إلا أن يشاء الله وسع ربي كل شيء علما .
فبأي حديث بعده يؤمنون .
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .