ما الفرق بين إبليس والشيطان

     هل تعلم الفرق بين القبور والأجداث

·       كثيرا ما يثير الموتُ لدى الإنسان الكثير من التساؤلات عما يعتريه أثناء الوفاة وبعد الممات بل بعد البعث والخروج يوم القيامة للحساب .

·       ولعل صور الموت وما ترتبه من بقاء الميت جثة في التراب أو القبر إلى ما قد يعتريها على أثر حادث برا أو بحرا أو جوا من حيلولتها أشلاء أو هباءً منثورا من أكثر ما يعقبه استفهام حول مدلول القبر وكينونته وحُكمه في مثل هذه الصور من الموت والهلاك .

·       فإن للقرآن في هذا الشأن عجبا ، فهو يسمي أماكن دفن أجساد البشر في الحياة الدنيا بالقبور ، بينما وصف أماكن خروجهم بعثاً يوم القيامة للحساب بالأجداث ، ولم يرد ذكر خروجهم للحساب من القبور .

·       فقال سبحانه وتعالى " يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون " .

·       وقال سبحانه وتعالى "  ونفخ في الصور فإذا هم من الأحداث إلى ربهم ينسلون " .

·       وقال سبحانه وتعالى " خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر " .

·       فما عساه يكون الفرق بين القبور والأجداث ؟

·       ولأن الحساب يوم القيامة سيكون على أرض غير أرض الحياة الدنيا إذ يقول تبارك وتعالى " يوم تُبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار " .

وقال سبحانه وتعالى " وإذا القبور بُعثرت " . وذلك أن ما حوته أرض الدنيا من رُفات وعظام وجزيئات للموتى ومن ماتوا حرقا أو غرقا أو تناثرت أجسادهم فيها ذرات سماها القرآن قبورا .

وهذه القبور سيطرأ عليها ما وصفه القرآن بوصف ( بُعثرت ) أي سيطرأ عليها كثير من التغيرات كنتاج للزلازل وتحرك صفائح الأرض فتتبعثر فيها أجساد ورُفات البشر وتغدو القبور غير محددة المعالم مختلطة بترابها .

ولما تكلم القرآن عن الخروج للحساب يوم القيامة أتى بوصف الأجداث إذ لم تعد هناك قبورا وباتت أجساد العباد ذرات دقيقة أي أجداثاً ستنبُتُ عندما يأذن الله لها يوم القيامة بالخروج  كما في قوله تعالى " ونزلنا من السماء ماءً مباركا فأنبتنا به جناتٍ وحب الحصيد ، والنخل باسقاتٍ لها طلع نضيد ، رزقاً للعباد ، وأحيينا به بلدةً ميتا ، كذلك الخروج " .

وقوله تعالى "  والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجها " .

ومما يثير الإنتباه والعجب أن ذكر الأجداث دائما ما يرد مصاحبًا للحركة ، أي حركة الخروج منها للحساب يوم القيامة ، بينما يقف ذكر القبور عند السكون لا الحركة ، وكأنما سيصاحب خروجنا من الأجداث حركة وصوتا تختلف بالطبع عما تتصف به القبور من سكون وهدوء .

ولكن سرعان ما يزول هذا العجب إذا ما علمنا أن الأجداث وكما ورد بمعجم القاموس المحيط ومفردها جَدَث أي قبر ، ومعنى جدثة هو صوت الحافر والخُفّ  ومضغ اللحم .

فاللهم ربنا أنعم علينا بنعمة الأمن والأمان في الدارين الدنيا والآخرة .

وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا .