جلدُ الإنسان والإعجاز القرآنى
recent
أخبار ساخنة

جلدُ الإنسان والإعجاز القرآنى

جلدُ الإنسان والإعجاز القرآنى

 


جلدُ الإنسان والإعجاز القرآنى

 لجلدِ الإنسان فى القرآن شأنٌ عظيم ، إذ ورد ذكره فى مواطنَ عديدة وآياتٍ أشدُ عجبا ، تفصح عن حقائق يكتشفها العلم تترا ، وكلما مرت السنون يزداد العلماء يقيناً أن هذا الجلد ليس مجرد غلاف أو كساء يكتسى به الجسم الإنسانى فحسب ، بل هو معجزةٌ ترقى فوق هذا الوصف وتعكسُ عظيم نعمِ الخالق علينا وجلال قدرته .

ماهيةُ الجلد

هو بحق يُعد أكبر أعضاء جسم الإنسان ، ويحيط بكامل الجسم كغلافٍ وقائى يحميه من شتى ما قد يتعرض له من مؤثرات ضارة كالحرارة والبرد والكائنات الدقيقة مثل البكتريا والفيروسات المسببة للأمراض والأوبئة وهو بحق خيرُ عازلٍ وحامٍ للجسم مما قد يصيبه من صدمات وكدمات قد تسبب الهلاك لبهض أجهزته الداخلية . 

والجلدُ فى ذات الوقت جهازٌ إخراجى غاية فى الأهمية حيث يمتلك غدداً عرقية تكون مهمتها إخراج السموم والمواد الكيميائية الضارة والناجمة عن عمليات الهضم والامتصاص للطعام إلى خارج جسم الإنسان ولا تقل أهمية هذه العملية للجلد كجهاز إخراجى عن أهمية الكلى ، كما أن الجلد ينوء عنها وقت الصيف ويعمل على نيلها قسطا من الراحة إلى مجئ الشتاء . 

ويتكون الجلد من العديد من الطبقات تتألف من أنسجة وأوعية دموية ، والشعر بالإضافة إلى الخلايا العصبية والمستقبلات الحسية .

جلدٌ أم جُلود 

من العجيب أن يرد ذكر جلد الإنسان فى القرآن الكريم دائماً بصيغة الجمع لا الإفراد إذ يقول المولى جل وعلا " إنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " . 

ويقول الله تبارك وتعالى " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " . 

كما وردت فى آيات أخرى مثل :- 

" يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ "

" حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ "

" وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا "

" وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَاجُلُودُكُمْ "

 

وإذا بالعلم الحديث يصل إلى ما يبين دقة وسبب ورود ذكر الجلد فى القرآن بهذه الصيغة الجمعية لا الفردية ومحصلها كالآتى :-

 

·      فقد تبين أن خلايا  الجلد تنقسم بسرعة تفوق بمراحل عن مراحل انقسام ما دونها من خلايا جسم الإنسان جميعها ودون استثناء .

 

·      كما أن خلايا جلد الإنسان تتغير وتتحول بل وتتبدل بسرعة تفوق غيرها من شتى خلايا أعضاء الجسم الإنسانى حتى أن هذا التغيير قدر يحدث  فى مكان ما منه فى وقت زمنى ضئيل للغاية إذ قد يُبدل الجلد ما يتراوح من أربعين ألف خلية فى دقيقة واحدة ، ويبدل الجلد جميع خلاياه فى غضون شهر واحد فقط .

 

·      وتتجلى دقة وصف القرآن للجلد بصيغة الجمع عندما نعلم أن الإنسان يكسوه العديد من أنواع الجلود لا نوع واحد ، فنوعه كجفن للعيون يختلف عن نوعه كباطن أو راحة لليد ، وهذا ثالث كباطن للقدم وغيره وغيره .

 

ذاكرةُ الجلد


يؤكد العلماء أن لخلايا الجلد صوتاً لا نفقهه ، وأن ثمة سجلات له تحفظ كل ما يدور حوله من أحداث وأفعال وأصوات ، وفى هذا يقول العلامة الطبيب كلارك أوتلى أن الجلد يملك ذاكرة طويلة جدا ولأبعد الحدود وغير قابلة للنسيان ، وأن خلايا الجلد تتأثر بالترددات الصوتية وتنفعل لها ، فالجلد عندما يقشعر لسماع لسماع خبر سار أو فاجع ليس إلا تفاعلا منه وتجاوبا مع الصوت ناقل الخبر ، وما هذا إلا مصداق لقوله تعالى "  اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " فخلايا جلد المؤمن العامرة بالإيمان المختزن بذاكرتها تتأثر أيما تأثر عندما تستمع إلى القرآن فتقشعر ثم تلين إلى ذكر الله ، بينما خلايا جلد الكافر والتى اختزنت الكفر والفسوق والعصيان لا سبيل لاستجابتها .


ليذوقوا العذاب
 

قال الله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " .

 

فقد اكتشف العلماء حديثا ومن خلال الأجهزة المُكبرة أن الجلد يحتوى على مراكز إحساس عميقة وتتكون من بروتينات تتخثر وتتجلد إذا ما تعرضت لحرارة نيران شديدة تفقد معه مراكز الإحساس وظيفتها ويفقد معها الإنسان القدرة على الإحساس  وهو ما عبرت عنه الآية بكلمة " نضجت " ولذلك كان لزاما أن تتبدل جلود الكافرين ليذوقوا العذاب .

 

الجلد يتكلم 

بات مسلما به امتلاك خلايا جسم الإنسان ذاكرة خاصة بكل نوع منها ، فاللعين ذاكرة ، وللسمع ذاكرة يشهدان يوم القيامة على المذنب بما اقترفته حاستاه من معاصى وآثام ، كذلك للجلد ذاكرة تشهد على صاحبها كما جاء بالآيات " وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ، حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " .

 

وليس أعجبُ من هذا الحديث الذى سيدور بين العصاة وجلودهم إذ يقولوا لجلودهم "لما شهدتم علينا " فترد هذه الجلود بقولها " أنطقنا الله الذى أنطق كل شئ " .

 

وهكذا لن يتعجب العصاة من شهادة سمعهم وأبصارهم عليهم قدر عجبهم من شهادة جلودهم عليهم ، إذ تبهتهم هذه الشهادة التى لم تكن فى حسبانهم ، وليصدق فيهم قوله تعالى "  وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ " .

 

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك .

 

وصل اللهم وسلم على سيدنا وحبيبنا وخليلنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


author-img
mohamed nassar

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • احمد photo
    احمدالاثنين, 04 يناير, 2021

    جزاكم الله خيرا بجد فعلا معلومات مفيدة وقيمه جدا جزاكم الله عنا خير الجزاء

    حذف التعليق
    • mohamed nassar photo
      mohamed nassarالاثنين, 22 مارس, 2021

      وجزاكم بمثله إن شاء الله ورزقنا وإياكم حسن العمل به

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent