الإعجاز العلمى فى قول الله تعالى
" ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال "
إذا كانت قصة يوسف مع إخوته - كوصف القرآن - أحسن القصص ، فإن أعجبها قصة
أصحاب الكهف والرقيم إذ يقول المولى جل فى علاه " أَمْ حَسِبْتَ أَنّ
أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرّقِيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً " .
وليس أعجب من أحداث هذه القصة ، وما انطوت عليه من أمور خارقة للنواميس
الكونية كضرب الله على آذان الفتية فى كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ، إلا تلكم
الدلالات العلمية لوصفهم فى الكهف سكوناً وحركةً وتقلبهم ذات اليمين وذات الشمال
بينما كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد .
حكمةُ التقليب يمينا وشمالا
فمن المعلوم أن أخطر ما يتعرض له المرضى الذين يَفرضُ عليهم مرضهم البقاء
لفترات طويلة نوما واستلقاءً ، كمن يصابون بالشلل أو الكسور الحادة للعظام ،
العرضة لما يسمى بقرحة الفراش ، والتى تنشأ من قلة وصول الدم لبعض أجزاء الجسم
نتيجة ضغط العضلات والأنسجة الناجم عن وزن الهيكل العظمى عليها .
فإذا ما علمنا أن الإنسان يتقلب أثناء نومه ما لا يقل عن أربعين مرة لتفادى
هذا الخطر ، أدركنا مدى أهمية أن يُقلب طريح الفراش قسرا بين الحين والآخر يدوياً
، وإلا غدت إصابته بالتقرح والتسلخ أمرا مقضياً وأشد خطرا وفتكا مما أقعده عن
الحركة ، ولأدركنا مدى الحكمة من ذكر الآيات لتقلب هؤلاء الفتية الذين أمضوا
ثلاثمائة وتسعا من السنين ، وأن تقلبهم كان يمينا وشمالا حتى يبقوا فى كهفهم دون
هذه التقرحات ، ودون أن يخرجوا عن إطار ما قضى الله لهم أن يبقوا بهذا الكهف لأجل
مقدور .
وصدق الله العظيم إذ يقول " مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ
وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا " .
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .