الدليل على تحريم زواج المسلمة من الكتابى
recent
أخبار ساخنة

الدليل على تحريم زواج المسلمة من الكتابى



 




الدليل على تحريم زواج المسلمة من الكتابى

 

قال الله سبحانه وتعالى  " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ " .

وإذ يستبين لكلِ ذى لُبٍ وقلبٍ سليم أن ثمةً خلاف بين حكمين أوردتهما الآية الأخيرة وهما حكما الذبائح والمناكحة أى الزواج فيما بين المسلمين والكتابيين ، فبينما بدا واضحاً إباحة الذبائح بينهما فى قوله تعالى "  وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ " ، نجد على النقيض تقييد المناكحة أو الزواج وإباحته للمسلم من الكتابية دون المسلمة من الكتابى فى قوله تعالى "  وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ " .


الحكم والعلة


يقول الله تبارك وتعالى فى قرآنه

" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا " .

ولما كان الزواج أمرٌ إلهى وصفه سبحانه بالميثاق الغليظ بقوله " وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا " فلا قول بعد قوله ولا بحث فى علته ومعقوليته وإنما انصياع وخضوع لأمره سبحانه ، فإن أفاء علينا من رحمته فاتضح من الحكم علة أو مدلول فمما يزيدنا إيمانا وتسليما .

وأما عن تلكم المبررات والحكمة من هذا التحريم فقد اجتهد الفقهاء والعلماء فيها حتى ردوها إلى

أن الزواج فى الشريعة الإسلامية ليس كما هو الحال لدى بعض الديانات الأخرى مجرد عقد مدنى لكنه رباطٌ دينى بأمرٍ إلهى وقوامه المودة والرحمة بين الزوجين ، وهذه المودة والرحمة لن يرد عليها ما يهددها إن تزوج المسلم من الكتابية كالمسيحية أو اليهودية ذلك أنه أى المسلم يؤمن من حيث المبتدأ بعيسى عليه السلام بل إن إيمانه به من شرائط وضرورات إكتمال هذا الإيمان وشرعته تأمره بألا يقف حائلاً دون أداء شعائر دين زوجته واحترامه لها ، بينما وعلى النقيض من هذا فإن زواج المسلمة من الكتابى الذى لا يؤمن بمحمد نبياً ورسولا ولا تأمره شرعته بتمكين زوجته المسلمة من أداء شعائرها الدينية وهو ما ينهار به أحترامه لمقدساتها ودينها ليجعل من أواصر المودة والرحمة عرضة وبلا شك للإنهيار ناهيكم عن عرى الدين والعقيدة التى تبيت عرضة لأعظم خطر يهددها .

وقد أجمع علماء الأمة على قطعية حرمة الزواج بين المسلمة والكافر أو الكتابى ، وأن هذا الزواج إن وقع ، وقع باطلا وعُدَّ زنا وإثما مبينا وقد توعد الله تعالى من عصى أمره وزاغ عنه بالعذاب الشديد فقال تعالى "   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " .

وقال الله تعالى فى كتابه العزيز " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " .

واللهَ نسألُ أن يهدينا إلى سواء السبيل والصراط المستقيم إنه ولى ذلك وهو القادر عليه

وصل اللهم وسلم على النبى المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم .

 

 

 

 

 

 


google-playkhamsatmostaqltradent