نقصان الأرض من أطرافها بين القرآن والعلم
recent
أخبار ساخنة

نقصان الأرض من أطرافها بين القرآن والعلم


 


نقصان الأرض من أطرافها
بين القرآن والعلم

 

قال الله تبارك وتعالى فى سورة الرعد  " أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " .

 

وقال سبحانه  فى سورة الأنبياء " أَفَلَا يَرَونَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ " .

 

تفرد القرآن وإعجازه

 

من عجيبِ ما يتفردُ به القرآن أن يتنزل بآيات بشأن حدث أو مناسبة أو ما دونهما ، قاضياً بحكمه على الوجه الذى يفسره أهلُ زمانها وفى ضوء ما أتاح الله لهم من مكنون العلم ، ثم يبهرنا القرآن فى إعجازٍ لا نظير ولا ند له ، حين تنجلى وجوهٌ أخرى وعديدة للتفسير على أثر ما يفيض به الله على عباده من العلم لينبه الأذهان والألباب إلى أن هذا القرآن ما كان أن يُفترى ، وأنه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا .

 

أوجه النقصان وأنواعه

 

نقصان اليابس وانكماشه

 

وعلى الرغم من أن كلتا الآيتين أتيا رداً على إنكار الكفار للبعث والحساب ، واختلاف الفقهاء والعلماء فى تفسير معنى النقصان الوارد بهما ، فمنهم فسره بزيادة رقعة الإسلام وكسب الأرض بعد الأرض بتوالى الإنتصارات ، وظهور المسلمين على الكافرين يوماً بعد يوم ، ومنهم من فسره بما قد يحل بالأرض من خراب ، ومنهم من فسره بموت العلماء ، وإن كان التفسير الأول هو الأولى والأقرب ، إلا أحداً ممن خاضوا وجالوا وصالوا فى محاولات عديدة وكثيرة لاستنباط معنى النقصان الوارد بالآيتين ، لم يرد بخاطره أنهما ينطويان ويكشفان عن آيةٍ وحقيقةٍ علميةٍ لم يهتد العلم إليها إلا من قريب من زماننا حين أعلن فريقٌ من العلماء وبعد دراسات من خلال الأقمار الصناعية عن متغيراتٍ طفيفةٍ تطرأُ سنويا على الأرض بما يشى بانكماشها ونقصان أطرافها بتآكلها باستمرار بفعل عوامل المناخ وتيارات البحار ، وأن قطر الأرض يتناقص تدريجيا باتجاه القطبين نتيجة كونها كروية وتدور حول نفسها ، ولما كان قطرها أكبر ما يكون عند خط الاستواء ، نراه يتناقص كلما اتجهنا شمالا أو جنوبا .

 

وقد رد العلماء هذا النقصان إلى فقدان الأرض لكميات هائلة من المادة سواء كانت سائلة أو صلبة ناجمة عن براكين بصورة دورية ، وكذا فقدان  الطاقة على هيئة غازات وأبخرة حتى أن العلماء يؤكدون أن حجم الأرض فى مهد خلقها وتكوينها كانت تبلغ على الأقل مائتى ضعف حجمها على صورتها الحالية  .

 

نقصان اليابس بفعل مياة المحيطات

 

بيد أن هناك مدلولٌ آخر لهذا النقصان يعكسه ما تحدثه مياه البحار والمحيطات من تآكل فى اليابسة مما يؤدى إلى نقصانها فمن الثابت علميا تحول أجزاء من اليابس إلى بحار ، ومن أمثلتها البحر الأحمر وخليج كاليفورنيا ، إذ يمثلا صوراً من صور نقصان الأرض من أطرافها .

 

ومما يثير الدهشة ما اكتشفه العلماء حديثا لقارة تبلغ مساحتها ما يعدل ثلاثة أرباع القارة الأسترالية سميت حديثا باسم زيلانديا كانت قد غمرتها مياة المحيط منذ ملايين السنين ولم يتخلف منها إلا جزيرتين هما نيوزيلاندا وكاليدونيا الجديدة .

 

نقصان اليابس بفعل التَصَحُر  

 

وأخيراً نرى حديثاً مدلولاً لنقصان الأرض من أطرافها يتمثل فيما يصيبها من تصحرٍ بزحف وطغيان الصحارى على المساحات الخضراء وزحف المبانى الخرسانية على الأراضى الزراعية وبسبب الرعى الجائر وندرة المياة والجفاف بسبب الجور على المياة الجوفية ، وهذا ما يوافق أو يكاد ما تبناه فريق من المفسرين فى العهود السابقة حين فسروا النقصان بالخراب وما يعترى الأرض من فساد وإفساد ينزع عنها خيراتها وثرواتها بفعل معاصى الإنسان واستمراره فى غيه وظلمهِ لنفسه ومنْ حوله من مخلوقات   .

 

وهكذا يمضى القرآن بمدادٍ ومعينٍ لا ينضب كاشفاً عن

أسرارٍ وبراهين وحقائق لم يكن ليعلمها النبى الأمى صلوات الله وسلامه عليه ، إلا أن يشاء الله ، ليحيا من حىَّ عن بينة ، ويهلك من هلك عن بينة ، وليذكر أولو الألباب .   

 

جعلنا الله وإياكم ممن قال فيهم " واتقوا الله ويعلمكم الله ، والله بكل شئ عليم " . 


وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
 

 

 

 

    


google-playkhamsatmostaqltradent