عجائبُ الرقم "سبعة" فى القرآن والسنة
حقائق ودلائل
قضت حكمة الخالق جلَ فى علاه سنةً فى خلقهِ ألا وهى الإصطفاء والتفضيل ،
كأن فضل بعض الرسل على بعض فى قوله تعالى (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى
بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) ، وفضل أحدى
الليالى على غيرها كما فى قوله عن ليلة القدر (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ
مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ
رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) ، وأنزل
شهرَ رمضان منزلته من التفضيل على غيره من الشهور فى قوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ
الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى
وَالْفُرْقَانِ) ، وخص المسجدَ الحرام والمسجد الأقصى عن غيرهما من مساجد الأرض
بأقصى منزلةٍ من العلو والكرامة فى قوله تعالى (سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) ، وجاءت مكة المكرمة كخير بقاع الأرض قاطبةً
فى قوله تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ
وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) .
ولما كان كتاب الله القرآن الكريم أعظم كتاب ، وكانت فاتحته أعظم سورة ،
وآية الكرسى أعظم آياته ، وسورة الإخلاص تعدل ثلثه أو كما قال صلى الله عليه وسلم ،
يأت الرقم سبعة بعد الرقم واحد فى القرآن والسنة ذا دلالات تجعله متميزاً ومفضلاً
على غيره من الأرقام ، إذ يتصف بخصوصيةٍ وتفردٍ عجيبين فى الشأن التعبدى للمسلم ،
وتتعدى هذه الخصوصية إلى شئون أخرى كونية وعلمية لا تتوفر لغيره من الأرقام .
وليس أعجبُ من أن يتكرر أسم الله فى القرآن أكثر من غيره من كلمات القرآن
كلها دون أن تستشعر مللاً أو كللاً من تكراره ، أو يصيب الآيات خللٌ أو سقطاتٌ كما
نعهده فى كتب البشر ، وهل سمعتم من قبل عن أسم مُؤلِفٍ لكتابٍ يكرره بمثل هذا الكم
والعدد بمؤلفه ، إنه لأبلغُ دليلٍ معجزٍ على صدورهذا القرآن عن رب الأكوان ، لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من رب العالمين لا ريب فيه .
مفارقات الرقم سبعة والشعائر الإسلامية
فإن للرقم سبعة شأن عظيم فى الشأن الإسلامى سواء فيما يخص الشعائر أو ما نبأنا الله عنه فى كتابه من علم الغيب منها : -
·
شهادةُ التوحيد فى قول "
لا إله إلا الله محمد رسول الله " إنما هى تمثل سبع كلمات .
·
الطواف حول الكعبة المشرفة سبع
دورات .
·
السعى بين الصفا والمروة سبعة
أشواط .
·
عدد الجمرات التى يرمى بها فى
الحج سبعة .
·
عدد آيات فاتحة الكتاب سبعا وهى
السورة التى سميت بالسبع المثانى وهى تمثل نظما عدديا غاية فى العجب مداره الرقم
سبعة ، حيث ورد بها أسم الله مكررة حروفه بصيغة سبعة فى سبعة أى تكرر حرف الألف
أثنتين وعشرين مرة وكذلك حرف اللام ، بينما تكرر حرف الهاء خمس مرات فيكون المجموع
مجملا تسعة وأربعين مرة أى سبعة فى سبعة .
·
قيام الساعة سيكون يوم جمعة أى
فى اليوم السابع .
·
عدد طبقات السماء سبع وكذلك
الأراضين سبعا كما ورد فى محكم التنزيل (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عِلْماً .
·
أمره صلى الله عليه وسلم
بالصلاة فى السابعة للأطفال.
·
نبوءته صلى الله عليه وسلم
بالسبعة الذين يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله .
·
أبواب النار سبعة .
الرقم سبعة والقرآن الكريم
للرقم سبعة شأن عظيم وعجيب فى القرآن الكريم ، إذ يعد أكثرُ الأرقام تكرارا
فى القرآن بعد الرقم واحد ، وجاء تكراره أربعة وعشرين مرة ، وجاء ذكره على عدة
أوجه ، فجاء بلفظ " سبع " ثمانية عشر مرة كما فى قوله تعالى " هو الذى خَلَق لكم ما فى الأرضِ جميعاً ، ثم
استوى إلى السماءِ فسواهنَّ سبع سموات ، وهو بكل شئٍ عليم " ، وجاء بلفظ
" سبعا " مرتان كما فى قوله تعالى " ولقد آتيناك سبعاً من المثانيَ
والقرآن العظيم ، وجاء بلفظ " سبعة " أربع مرات كما فى قوله تعالى "
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن
شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا
نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
الرقم سبعة والسنة النبوية الشريفة
وفى السنة النبوية الشريفة يرد دائما ذكر الحسنات مشفوعاً برقم سبعين أى
بمتكررات الرقم سبعة ولعله يُقصد منه الكثرة التى ينم عنها مضاعفات الرقم سبعة عشر
مرات .
وجاء على لسان رسول الحق صلى الله عليه وسلم قوله " اجتنبوا السبع
الموبقات .
وجاء على لسانه صلى الله عليه وسلم قوله " مَنْ ظَلَمَ قَيْدَ شِبْرٍ
مِنَ الأرضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أراضين" .
وقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بالسجود على سبعة أعضاء فى قوله " أُمرت
أن أسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُم " أى على سبعة أعضاء وهى اليدين والقدمين
والركبتين وجبهة الوجه.
ومما يزيد الرقم سبعة تشريفاً ذكره صلى الله عليه وسلم أن القرآن العظيم قد
أنزل على سبعة أحرف .
وورد عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله فى جهنم أن سيؤتى بها يوم القيامة
ولها سبعون ألف زمام وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال سبعا " اللهم أجرنى
من النار "
وورد عنه أيضا وهو بقصد الأخذ بأسباب الشفاء وطلبه من الله قوله سبعا
" أعوذ بالله وقدرته من شر من ما أجد وأحاذر " .
مفارقات الرقم سبعة فى العلم وأوجه الحياة
حيث يبدو جلياً ما لهذا الرقم من خصوصيةٍ تتمثل فى حقائق نسرد منها على سبيل المثال : -
·
عدد أيام الأسبوع سبعة .
·
عدد البحار سبعة .
·
عدد المعادن الرئيسية فى الأرض
سبعة .
·
عدد أنواع النجوم الرئيسية سبعة
.
·
عدد المستويات المدارية للإلكترون
فى الذرة سبعة .
·
عدد ألوان الضوء المرئى سبعة .
·
عدد قارات الكرة الأرضية سبعة .
·
هجرة الطيور تكون فى أسراب على
الشكل سبعة .
·
السلم الموسيقى يتألف من سبع
نغمات .
·
لا يكتمل نمو الطفل فى رَحِم
أمه إلا بعد سبعة أشهر كاملة ، فإذا وُلد قبلها ولو بساعة لا يكتب له العيش .
·
ومن الغريب أن الناس قد قسموا الأيام
إلى أسابيع دونما اتفاق بينهم.
·
حواس الإدراك عند الإنسان سبعاً
وهى السمع ، والبصر والشم ، واللمس ، والذوق ، وحاسة إدراك الزمن ، وحاسة إدراك
المكان .
·
فقرات الرقبة عند الإنسان
والزرافة والقنفذ والخفاش والحوت سبعة فقرات على الرغم من التفاوت الكبير بين
أطوالها – أى الرقبة - فيما بينهم حيث تبلغ أقصى طول لها فى الزرافة وأقصرها فى
القنفذ ، فسبحان الخلاق العظيم .
وأخيراً لا يستوى أن
يُعدد ما سبق من تميز وتفضيل للرقم سبعة دون إقرارٍ بخصوصيته وتفرده بين الأرقام
بصفات وأسرار ربما يجود الزمان بالجديد منها فى حقب تالية .
اللهم علمنا وانفعنا
بما علمتنا وارزقنا التقوى والهدى والغنى عمن سواك .
وصل اللهم وسلم على
خير الأنام وسيدهم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .