ما الفرق بين إبليس والشيطان

بعوضةٌ فما فوقها
آيةٌ وإعجاز 

لم يجد الإنسان حين أراد أن يضرب مثلاً للحقارةِ والضآلةِ والهونِ سواها ، حتى أتاه العلم بما لم يكن يعلمه من شأن هذه الحشرة الصغيرة الحجم العظيمة الخطر ، حتى تناولتها الأبحاث والدراسات وأنشأت لهذا الغرض العديد من المعاهد فى شتى بقاع الأرض ، ذلك أنها تقتل الملايين من البشر مسببة أمراضاً جِدُ فتاكة ، مثل حمى الملاريا وحمى الضنك وغيرهما ، وحسبنا أن نعلم أن عالما مثل رونالد روس نال جائزة نوبل فقط لدراسته لنوع واحد من البعوض وهو الانوبوليس والذى اكتشف نقله لمرض الملاريا وقتله لعشرات الألوف من الناس سنويا .

 

ولم تكن البعوضة أول مضربٍ للأمثال للحشرات فى القرآن ، فقد سبق وأن ضرب الله مثلا لِألهة المشركين بالذباب فقال " وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه " .

 

وضرب الله مثلا للذين اتخذوا من دون الله أولياء بالعنكبوت فقال " مثلُ الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ، وإن أوهنَ البيوتِ لبيتُ العنكبوت لو كانوا يعلمون " .

 

وما إن نزل قوله الله تعالى فى الآية الكريمة " إن الله لا يستحيِى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها " حتى أنكرها الضالون من الكفار يعجبون من ذكر الله فى القرآن لهذه الحشرة الحقيرة بزعمهم ، فجاءهم الجواب من الله عز وجل فى عَجُز الآية بقوله " فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ، وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا ، يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا ، وما يضل إلا الفاسقين ".

 

ما هو البعوض

البعوضيات فصيلة من الحشرات من رتبة ذوات الجناحين ، وهى تتخذ من دم الإنسان والحيوانات والطيور غذاء لها وتعد من أكثر الحشرات الماصة للدماء انتشارا وتتسبب بلدغاتها فى نقل العديد من الأمراض لعل أخطرها مرض الملاريا  .

البعوضة وإعجاز تحار فيه العقول

فهذه الحشرة والتى لم يرد ذكرها إلا مرة واحدة فى القرآن ، قد أودع الله فيها من أسرار خلقه ما تعجز عن وصفه الكلمات وتحار فيه العقول ومنها على سبيل المَثل لا الحصر : -

 

ذكرُ القرآن لأسم الأنثى من البعوض

 

فقد ورد ذكر هذه الحشرة فى الآية الكريمة بلفظة "بعوضة " والذى لم يكن عبثاً أن يرد مؤنثا ، لأن البعوضة أسم الأنثى والتى يعزى إليها كل الفاعلية والأثر فى نقل الأمراض ذلك أنها هى التى تتغذى وحدها دون الذكور على امتصاص الدماء أما الذكور فتتغذى فقط على خلاصة الزهور .

 

ما يتحلى به البعوض من أسلحة خطيرة وعجيبة

ولنا أن نتخيل أن للبعوضة ما يقدر بمائة عين فى رأسها الضئيلة على شكل يشبه قرص النحل وبقدرة حس بصرى لا يقل كفاءة وإعجازا عما يسمى بالحس الحرارى بالكائنات حيث تلتقط البعوضة حرارة الأجسام بشكل ألوان .

 

عجيبة امتصاص البعوضة للدم 

للبعوضة ثمانية وأربعون سنا فى فمها ولها فكان ، العلوى منه يشبه السكين وهو المسئول عن ثقب مكان امتصاص الدم ، بينما الفك السفلى يعمل كالمنشار يشق ليسمح بدخول الأبرة إلى العرق لإمتصاص الدم ، والعجيب أن البعوضة زودها الخالق بهذه الأبرة بمادة مخدرة تمكنها من ولوج الجلد والعِرق دون أدنى شعور ، بينما يشعر الإنسان به فقط عند امتصاص الدم بهيئة قرص وحكة بالجلد ، ومن العجيب أن البعوضة تمتلك قدرة على إفراز إنزيم يمنع تخثر الدم وتجلطه أو ما يطلق عليه تمييع الدم كى تتمكن من امتصاص الدم دون عائق أو مانع كتخثره 

والبعوضة لا تستسيغ كل أنواع الدماء ، وقد زودها الله بمقدرة عجيبة على تحليل الدم واستساغته لإمتصاصه أو تركه والبحث عن غيره كما أن لها خاصية التعرف على أنسب وأفضل الأماكن وتحديد أغزرها دماء لامتصاصه بواسطة خرطوم وهبها الله إياه بلغ من دقة تجويفه ما عجز عنه العلم حتى الآن أن يصنع مثيلا له .  

 

وقد حيرت هذه الآلية والديناميكية المروعة لعملية امتصاص البعوضة للدم والتى لا يزيد طولها عن بضعة مليمترات دون علم أو عقل ، فجعل منها حشرة معجزة مبهرة جدعت أنف كل متكبر متغطرس لا يؤمن بيوم الحساب ، يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يولى مدبرا كأن لم يسمعها .

 

البعوضة وإعجاز عددى 

ففى آية البعوضة تكرر أول حرف من كلمة بعوضة وهو حرف الباء سبع مرات ، وتكرر آخر حرف بها وهو حرف التاء المربوطة فيها مرة واحدة ، ويكون الفرق بينهما ستة وهذا العدد يساوى عدد كروموسومات البعوضة . 

كما ورد أول حرف للباء فى كلمة "يضرب" وهى الكلمة السادسة فى الآية وهو عدد الكروموسومات فى البعوضة  

وردت كلمة البعوضة فى الآية تحت رقم تسعة بينما عدد كلمات الآية بلغت تسعة وثلاثين كلمة ومجموع الرقمين يساوى ثمانية وأربعون كلمة هى عدد أسنان البعوضة فى فمها . 

البعوضة وما فوقها 

وليس أعجب من يكشف العلم الحديث عن وجود حشرة طفيلية تعيش فوق ظهر البعوضة من الدقة بحيث أنها لا تُرى بالعين المجردة ، لتزيد من إيمان المؤمنين وليعلم المرتابون والذين فى قلوبهم مرض أنما هو إله واحد  يخلق ما يشاء وهو العزيز الحكيم .

 

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .