ماهي صلاةُ المُقنطِرين
قال صلى اللّه عليه وسلم فيما رواه أبو داود بسننه من حديث بن عمر رضي اللّه عنهما " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كُتب من المُقنطِرين " .
ويحض الحديث الشريف ويحرض المسلم على مداومة الوصل بالقران وتلاوته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، فالقرآن هو ينبوع الخير كله ، فأهل القرآن وخاصته أعلى الناس منزلة ومُقامًا يوم القيامة .
وكثيرة هي الآيات بكتاب الله تبرز ما للقرآن وأهله من رفعة ، إذ يقول تبارك وتعالى " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " .
ويقول سبحانه وتعالى " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ " .
ويقول سبحانه وتعالى " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا " .
معنى القيام في الحديث
وقد ذهب جُل العلماء إلى تفسير القيام في الحديث بقيام الليل ، فمن قام الليل يتلو من القرآن ما استطاع تحصيله وكما ورد بالحديث نال من الأجر والثواب ما فسره الحديث وقابله بالموعود منه ، حتى إذا بلغ من تلاوة القرآن مبلغًا كان كما وصفه الحديث من المُقنطِرين أي ذوي الأجر والثواب العظيمين ، فالمُقنطرون هم من يملكون المال الكثير وفي هذا المعنى تقول الآية الكريمة " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ " . والمُقنطِرون ممن يتلون كتاب الله بالليل قياما ، هم من يملكون الأجر والثواب والمقام المحمود عند ربهم في أعلى عليين مع الكرام البررة كما أنبأنا عنهم صلى الله عليه وسلم فيما رُوي عنه في الحديث الشريف " مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له ، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ ، وهو عليه شَدِيدٌ ، فَلَهُ أجْرانِ "
الراوي عائشة أم المؤمنين / المحدث / البخاري / المصدر صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم 4937 / خلاصة حكم المحدث { صحيح }
ويقول صلى الله عليه وسلم " مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ كالأُتْرُجَّةِ طَعْمُها طَيِّبٌ ، ورِيحُها طَيِّبٌ ، والذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كالتَّمْرَةِ طَعْمُها طَيِّبٌ ، ولا رِيحَ لَها ، ومَثَلُ الفاجِرِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحانَةِ رِيحُها طَيِّبٌ ، وطَعْمُها مُرٌّ ، ومَثَلُ الفاجِرِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ طَعْمُها مُرٌّ ، ولا رِيحَ لَها .
الراوي أبو موسى الأشعري / المحدث البخاري / المصدر صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم 5020 / خلاصة حكم المحدث { صحيح }.
فاللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصته وارزقنا حسن تلاوته والعمل به وذكرنا منه ما نُسّينا .
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .