الألفاظ الإهتزازية في القرآن الكريم
recent
أخبار ساخنة

الألفاظ الإهتزازية في القرآن الكريم

vibrating words In the Holy Quran

  الألفاظ الإهتزازية في القرآن الكريم

والله لقد سمعت من محمد آنفًا كلامًا ، ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن . والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق . وإنه ليعلو ولا يعلى عليه ، وما يقول هذا بشر .

هذه شهادة أشد الكفار عداوة للإسلام في القرآن ، عندما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوه في صلاته ، فانطلق إلى قومه من بني مخزوم مفتونًا به ومأخوذًا ببلاغته ومُقرًا بإعجازه ، ولما لا وهو من هو في قومه قد عُرف عنه علمه بكلام العرب وفصاحته وحفظه لشعرهم .

عظمة القرآن في ألفاظه

لا يختلف أحد أيا ما كان مؤمنًا بالقرآن أو غير مؤمن به ؛ أن القرآن الكريم نسيج وحده ؛ لا مثيل له ولا نظير في ألفاظه والتي تتصف بالإعجاز في نظمها وتراكيبها بحيث تستعصي وتتأبى على التبديل والإحلال ، فلا تملك إزاء ذلك إلا التسليم بها على ما هي عليه إقرارًا بإعجازها وإعجاز كتابها .

ولعل من أبرز ما تتصف به ألفاظ القرآن من جمال وروعة ما اشتهر بعضها فيما بين علماء اللغة بوصف الألفاظ الاهتزازية .

جمال الألفاظ الاهتزازية

وهي ألفاظ ورد بها أحرفًا مكررة على نسق مبهر وذو رنين غاية في الجمال حتى لكأنه ينطق بالمعنى جليًا كما في قوله تعالى " الآن حصحص الحق " على لسان زوليخة إمرأة العزيز إذ تعلن ومن خلال هذا اللفظ الرائع " حصحص " عن انقشاع ما نزل بيوسف عليه السلام من ظلم اتهامه كذبًا وزورًا ، فجاءت لفظة " حصحص " كأجمل وأكمل لفظة معبرة عن معنى لانبلاج الحق وظهوره جليًا .

وفي قوله تعالى " متكئين على رف رف خضر وعبقري حسان " يأخذ بالألباب لفظ " رفرف " كأروع ما يكون للتعبير عن عظمة وعلو ما يتمتع به أهل الجنان من نعيم ورفاهية .

وقوله تعالى " كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ، وجاء ربك والملك صفا صفا " تأتي لفظة " دكا دكا " لتعبر عن هول ما سيصيب الأرض من أمرعظيم ومزلزل لها ، بينما تأتي لفظة " صفا صفا " لتعبر عن جلال وهيبة الموقف العظيم يوم القيامة .

وتأتي الألفاظ الاهتزازية لتتصف بقوتها وتتميز بجرسها الخاص حتى تكون مؤهلة للإفصاح عن المعنى في بزوغ وسطوع لغوي رائع .

ويأتي قوله تعالى متحديًا ومُفصحًا عن أن يُأتى بمثله من إنسٍ أو جنٍ على السواء فيقرر " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " .

فسبحان من هذا كلامه وقرآنه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .


author-img
mohamed nassar

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • M .a .mordi photo
    M .a .mordiالجمعة, 26 نوفمبر, 2021

    حقًا وصدقًا وايمانًا وتسليمًا وبرهانًا ومنطقًا وعلمًا وتشريعًا ومنهجًا ……الخ
    قل ما شئت وما لم تشأ من حسن وبديع وصف في كلام الله القرآن الكلام فكفى لنا به شرف أن نكون من أمة محمد المصطفي الذي اصطفاه الله أن أنزله عليه إعجازًا يفوق كل المعجزات في كل زمان ومكان

    حذف التعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent