علم الأجنة بين القرآن والسنة
recent
أخبار ساخنة

علم الأجنة بين القرآن والسنة



علمُ الأجنة
 بين القرآن والسنة
 


علم الأجنة والقرآن الكريم 

 

ما من علمٍ أعظمُ حجةً وثبوتاً لقضية البعث والحساب من علم الأجنة .

وما من دليلٍ يُستدل به على ذلك من تلكم الآية القرآنية "يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى " .


فقد أوردت الآية فى بضع كلمات مراحل الخلق بدءاً من التراب إلى القرار فى الأرحام ؛ ومرورا بالنطفة ثم العلقة ثم المضغة المخلقة وغير المخلقة ؛ فى تسلسلٍ ما أدقه وما أعجزه ؛ فالنطفة بداية التكوين تليها العلقة والتى تعلق بغشاء الرحم والتى ما تلبث أن تتحول إلى مضغة شبيهة بقطعة اللحم الممضوغة ويبدو عليها من أثر الأسنان والأضراس وفقاً لما توصلت إليه أحدث تقنيات التصوير والآشعة ما يوثق دقة القرآن فى وصفه للجنين فى أحد مراحل تكوينه بالمضغة . 

وفى موطن آخر من القرآن الكريم يذكر نشأة الجنين واصفاً إياها فى ظلمات ثلاث وكما جاء بالآية الكريمة "  يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ " فيتوصل العلم مؤخرا إلى هذه الظلمات الثلاثة والتى تحتوى الجنين فى أحشاء أمه وهى ظلمة جدار البطن ؛ وظلمة جدار الرحم ؛ وظلمة أغشية المشيمة .

وقد ظل الإنسان وحتى وقتٍ قريب يظن أن العظام تأتى فى مراحل تكوين الجنين تاليةً لتكوين اللحم ؛ غافلاً عما جاء بالقرآن الكريم بورود العكس أى بسبق نشوء العظام قبل اللحم ؛ إذ يقول الله تبارك وتعالى " ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ؛ ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ؛ ثم خلقنا النطفة علقة ؛ فخلقنا العلقة مضغة ؛ فخلقنا المضغة عظاما ؛ فكسونا العظام لحما ؛ ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين "

ويأبى القرآن الكريم إلا أن يبين تفصيلا من أين يأتى ماءُ الحياة مشيراً إلى مصدره فى أفضل وصفٍ ودقة متناهية لا ينبأ به إلا الذى خلقه فيبين أن نشأة الماء الدافق أى النطف يكون فيما بين الصلب أى العمود الفقرى والترائب أى الضلوع وعظام الصدر ؛ وكما ورد بالآية الكريمة " فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ؛ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ؛ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ " .

وإذ لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد تخطى القرآن إلى ما هو أبعد ؛ ففرق بين أمرين لطالما ظل الإنسان معتقدا أنهما واحد ؛ إذ فرق بين النطفة والمنى أى بين الحيوان المنوى والسائل المنوى  فقال رب العزة " وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى " وبهذا علم الإنسان أن المنى شئ والنطفة شئ آخر عندما اكتشف هذه الحيوانات المنوية بالمجهر .

بل إن الإنسان ظن لوقت ليس ببعيد أن المرأة يرجع إليها وحدها تحديد نوع أو جنس المولود ثم جاء العلم ليؤكد ما ذكره القرآن من أكثر من ألف وأربعمائة عام ؛ أن نوع وجنس المولود يحدده ماءُ الرجل كما جاء فى قوله تعالى  فى الآية السابقة " من نطفة إذا تمنى " ومؤكدا لهذا المعنى فى الآية الكريمة " أيحسب الإنسان أن يترك سدى ؛ ألم يك نطفة من منىِّ يمنى ؛ ثم كان علقة فخلق فسوى ؛ فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى " 


وهكذا جاء العلم بعد قرون ليكتشف هذه الحقائق دون ما ثمة صدام أو اختلاف ؛ حتى أن أحد كبار علماء الأجنة فى العالم وهو العالم الكندى ( كيث مور ) ذكر فى كتابه الجامعى فى علم الأجنة (Introduction ) والمعتمد لدى أغلب جامعات وكليات الطب فى العالم  "أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذى ذكر قبل زماننا المعاصر بدقة متناهية مراحل تطور الجنين ".


ولم يزل القرآن يورد من تفاصيل هذا الخلق ما يثبّت به المؤمنين ليزدادوا إيمانا ؛ ولتتحقق فى  الذين فى قلوبهم مرضٌ والكافرون الآية الكريمة " سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " 

إذ تأتى الآيات المعجزة  فتقرر أن الترابَ مادةُ الخلق صارت فى مرحلة تالية طينا ؛ ثم صارت فى أخرى صلصالا  كالفخار ؛ كما فى قوله تعالى " قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ " وقوله تعالى " خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ؛ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ " ليثبت العلم ومن خلال تحليل جسد الإنسان كيميائيا أنه مركب من خليط التراب بالماء أى من ذات عناصر الأرض . 

علم الأجنة والسنة النبوية الشريفة

قال صلى الله عليه وسلم " ما من كل الماء يولد الولد " أى يولد الولد من جزءٍ يسيرٍ من هذا الماء ؛ وهذه الحقيقة العلمية لم يُتوصل إليها إلا فى أواخر القرن العشرين عندما علم الإنسان أن الحيوانات المنوية لا تتخطى نسبة الخمسين بالمائة من السائل المنوى .

ولما جاء يهودى يسأل النبى صلى الله عليه وسلم قائلا " يا محمد مم يخلق الإنسان ؟ قال يا يهودى من كل من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة " ليواكب ما جاء فى قوله تعالى " إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً " حيث فسر المفسرون النطفة الأمشاج بأنها ما اختلط  واتحد من ماء الرجل وماء المرأة وهذ ما أثبته العلم باتحاد الحيوان المنوى للرجل ببويضة المرأة بما يحملاه من خواص وصفات فينشأ الجنين حاملا لتلك الخواص الوراثية فيما يُعرف بعلم الوراثة .   

وحرىٌ أن نقرر حقيقة لا تقبل الإنكار ألا وهى أن علم الأجنة لم تكن له أية جذور أو ثمة إرهاصات أو إشارات فى زمن النبوة أو حتى قريباً منها ؛ وهو ما يدفعنا دفعا نحو الإقرار بأن ما أورده القرآن وما رددته السنة من حقائق بشأن الأجنة أثبتها العلم  بزمن قريب ؛ ليست إلا وحيا من عند الله .

وصدق الله العظيم إذ يقول " وما كان لهذا القرآن أن يفترى من دون الله ؛ ولكن تصديق الذى بين يديه ؛ وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين " . 


جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .


يسعدنا متابعتكم على اليوتيوب 

https://m.youtube.com/watch?v=-8yBweFzAKI




google-playkhamsatmostaqltradent