فضل سورة الإخلاص
بسم الله
الرحمن الرحيم
قل هو
الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . صدق الله العظيم
.
إنها سورة
الإخلاص ، المكية ، لا تتعدى آياتها الأربع ، وتقع
في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، موضوعها التوحيد الذي هو أحد أهم أركان
الإسلام الخمسة ، وثبوت الألوهية لله وحده لا شريك له ، وأنه هو الصمد أي الذي تقصده
وتنشده الخلائق جميعها في كل حاجاتها ومطلوباتها لكمال صفاته وأسمائه وأفعاله
،وأنه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أي ليس كمثله شئ فلا ند له ولا كفء له ولا
يجري عليه ما يجري على مخلوقاته من احتياجاتها .
تعدل ثلث القرآن
فقد ورد
في الصحيحين أن قراءة سورة الإخلاص ، تعدل ثلث القرآن ، إذ يقول صلى الله عليه وسلم ( أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ، قالوا كيف يقرأ ثلث القرآن ، قال " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن ) . رواه مسلم
كما ورد
في مسلم أيضا حديث جاء فيه ما معناه " أن الله جزأ القرآن الكريم ثلاثة أجزاء
فجعل " قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن " فمن قرا قل هو الله أحد ثلاثا
مخلصا فيرجى له نيل ثواب قراءة القرآن كله دون تضعيف .
حب الله لمن يقرأها
فعن عائشة
رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ،
وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ،
فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ ،
فَسَأَلُوهُ، فَقالَ لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ
بهَا ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ
يُحِبُّهُ ، وعليه فمن حرص على تلاوتها وأحبها، أحبه الله عز وجل .
الدعاء
بها مستجاب
فقد
ثَبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن الدعاء بها مستجاب، جاء ذلك مصدقا لما رواه
بريدة الأسلمي رضي الله عنه أنه { سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو وهو يقولُ اللهم
إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ
ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ ، فقال والذي نفسي بيدِه لقد سألَ اللهُ باسمِه
الأعظمِ الذي إذا دُعيَ به أجابَ وإذا سُئِلَ به أعطى) .
قراءتها والمعوذتين تكفي قارئها من كل شيء
فعن عائشة
رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه جمَع
كفَّيْهِ ثمَّ نفَث فيهما وقرَأ فيهما بـ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{ قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و{ قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } ثمَّ يمسَحُ بهما
ما استطاع مِن جسدِه يفعَلُ ذلك ثلاثَ مرَّاتٍ ، كما ورد عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوِّذتينِ حينَ تُمسي وتصبحُ ثلاثَ
مرَّاتٍ تَكفيكَ من كلِّ شيءٍ) .
قصرٌ بالجنة لمن قرأها عشرا
فقد ورد
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
من قرأ
سورة الإخلاص حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة . فقال عمر بن الخطاب
: إذاً أستكثر يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكثر وأطيب .
فاللهم
ربنا ارزقنا قراءة القرآن الكريم وتلاوته حق التلاوة وارزقنا العمل به وذكرنا منه ما
نُسّينا واجعله شفيعا لنا يوم القيامة واجعله نورا وحجة لنا لا علينا ، اللهم أمين
يارب العالمين .
وصل
اللهم وسلم على سيدنا ونبينا وحبيبنا وخليلنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
كثيرا .