عاشوراءفضائله وما يُستَحبُ فيه
ما هو يوم عاشوراء
هو اليوم العاشر من شهر محرم ؛ أحد
الأشهر الحرم ؛ وهى ذو القعدة وذو الحجة ورجب ومحرم ؛ والتى ورد ذكرها فى قوله
تعالى " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات
والأرض ؛ منها أربعة حرم " .
وعاشوراء – لفظا - يعود إلى عاشر كدلالة
على عظيم شأن ذلك اليوم وكرامته ؛ لكنه أصلا -صفة - لليلة العاشرة وإضافة لفظة
اليوم لها فيقال يوم عاشوراء بقصد يوم الليلة العاشرة .
وقد ورد فى سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الإسم الكثير ؛ فذهب البعض إلى كونه اليوم العاشر من محرم ؛
وذهب البعض الآخر إلى إكرام الله سبحانه وتعالى لعشرة أنبياء بعشرة كرامات ؛ وذهب
فريق ثالث إلى أن الله أكرم أمته بالكرامة العاشرة فيه .
فضل صوم يوم عاشوراء
فلهذا اليوم كرامة وفضل عظيم وقديم ؛ إذ ورد عن أبى هريرة رضى الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "
يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء فصوموه أنتم " كما ورد عن السيدة
عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عاشوراء .
وورد عن النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو قتادة رضى الله عنه أنه
قال " صيام يوم عرفة أحتسب على الله
ان يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده ،
وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
سبب صوم يوم عاشوراء
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة فعلم بتعظيم
اليهود ليوم عاشوراء بصومه وعندما سألهم عن سببه قالوا ذلك يوم نجى الله فيه موسى –
عليه السلام – وقومه وأغرق عدوه فرعون وجنوده ؛ وأنهم يصومونه شكرا لله ؛ فصامه
صلى الله عليه وسلم وأمر الصحابة بصيامه وقال لهم " أنتم أحق بموسى منهم
فصوموه " .
صوم يوم تاسوعاء
وجدير بالذكر استحباب صوم يوم التاسع والعاشر من محرم اقتداء بأمره صلى
الله عليه وسلم فيما روى عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال " صوموا يوم
عاشوراء وخالفوا فيه اليهود ؛ صوموا قبله يوما ؛ أو بعده يوما ؛ وقال صلى الله
عليه وسلم " إذا كان العام المقبل –
إن شاء الله - صمنا اليوم التاسع "
وتتجلى الحكمة من الامر بصيام يوم تاسوعاء ؛ ومراد وصله بيوم عاشوراء فى
أخذ الحيطة والحذر من الوقوع فى الخطأ من خشية نقص الهلال فيكون التاسع فى العدد
هو العاشر فى واقع الأمر ؛ وليس المراد فقط مخالفة اليهود والذين كانوا يفردون
بالصوم يوم عاشوراء .
حكم صوم عاشوراء وحكمته
ويأت صوم التاسع والعاشر من محرم باتفاق الفقهاء بمرتبة السنة لقوله صلى
الله عليه وسلم " هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه ؛ وأنا صائم ؛
فمن شاء فليصم ؛ ومن شاء فليفطر " ؛ وقد ذهب البعض إلى أن صوم عاشوراء كان فى صدر الإسلام
فرضا حتى فُرض صوم رمضان فبات صيامه سنة ؛ وقوله صلى الله عليه وسلم " لئن
بقيت إلى قابل لأصومنّ التاسع " لدليلٌ على سنة صوم التاسع والعاشر ؛ ويجوز
إفراد العاشر بالصوم دون التاسع .
ولا ريب أن لخصوصية صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء دلالة
عظيمة وكرامة مجيدة له ؛ فقد ورد عن ابن عباس رضى الله عنه عندما سئل عن يوم
عاشوراء أنه قال " ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يطلب
فضله على الأيام إلا هذا اليوم " .
فما أحرانا أن ننتهج نهجه صلى الله عليه وسلم وأن نكون خير من يقتفون أثره
كصحبه ؛ وقد ورد - فيما روى عن الربيع بنت عفراء رضى الله عنها - أنها قالت "
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة يوم عاشوراء إلى قرى الأنصار التى كانت
حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه
فكنا بعد ذلك نصومه ونُصَوّم صبيانا الصغار منهم إن شاء الله " .
اللهم اكتب لنا صومه وأجره وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .