القرآنُ وبُناةُ الأهرام
recent
أخبار ساخنة

القرآنُ وبُناةُ الأهرام


The Qur'an and the builders of the pyramids

القرآنُ وبُناةُ الأهرام

لطالما استحوذت الحضارة الفرعونية وما خلّفته من آثارٍ عجيبة ومبهرة على عقول وألباب الكثير من الناس سيما العلماء في مشارق الأرض ومغاربها ، حيث عكفوا على دراستها ليُظهر الله على أيديهم كل يومٍ من لطائفِ القرآن وتلميحاته الإعجازية ما لا يدع مجالا للشك في أنه من عند الله ولا ريب .

ولعل من أهم وأبرز ما ورّثه المصريون القدماء وما حار فيه أهل الأرض تفسيراً هو بناء الأهرامات لما تتصف به إعجاز بنائي وهندسي وفلكي جعلها في مقدمة اعتبارها من عجائب الدنيا السبع ، وكيف لا وقد اسـُتخدم في بناء الهرم الأكبر نحو مليونين ونصف حجراً يصل وزن بعضها إلى سبعين طنا بارتفاعٍ يصل إلى ما يقرب من تسعين متراً ، وقد قدر المؤرخون عدد من قاموا بتشييد هذا الصرح بمائة ألف من العبيد أو العمال المأجورين  .

عجائب الأهرام لا تنتهي

لم يبق من عجائب الدنيا السبع إلاها ، فلم تزل قابعة على الضفة الغربية لنهر النيل والعجيب أنها تواجه في موقعها غروب الشمس ولربما كان في ذلك دلالة على عالم الموتى كما هو وارد في الأساطير المصرية القديمة .

وأعجب مما سبق أن درجة الحرارة داخل الهرم ثابتة عند درجة عشرين مئوية والتي تمثل متوسط درجة حرارة الأرض .

ولم يقف الأمر عند هذا الحد إذ تمكن إثنان من علماء الروس من مضاهاة الأهرام ببناء مثيل لها وبنفس المقاييس الهندسية ولكن بحجم أقل بلغ مائة وأربعمائة قدما ليكتشفا حقائق عجيبة منها : -

·   أن الأهرامات تساهم وبشكل ملوحوظ في رفع النظام المناعى للكائنات الحية بزيادة كرات الدم البيضاء وتجديد الانسجة .    

  •       أن البذور المخزنة بالهرم لمدة تتراوح ما بين يوم إلى خمسة أيام يزداد نموها وحجمها إلى نسب تتراوح ما بين ثلاثين إلى مائة بالمائة 

·     أن الشكل الهرمى يولد طاقة تعمل على الحد من العدوى من الفيروسات والبكتيريا .

·        أن المواد المشعة داخل الهرم ينخفض مستواها بشكل ملحوظ جدا .

·     أن المياه داخله تبقى سائلة حتى درجة الأربعين مئوية تحت الصفر .

وليس أبلغ من القرآن وصفاً لما بلغه المصريون القدماء من تقدم سبقوا به الأمم في عصرهم إلى أبعد الحدود وأكثر إذ يقول المولى تبارك وتعالى في كتابه الكريم " وفرعون ذى الأوتاد " أي ذا الأبنية الضخمة الراسخة في الأرض وهي على الأرجح الأهرامات ، أو ذا القوة والبطش والجبروت وكلها تمثل أوتادا لملكه العظيم الشأن في زمانه .

وليس أدل على ما كان يحياه المصريون القدماء من رغد العيش وترف الحياه في شتى مجالاتها من وصف القرآن لهذا النعيم في مواطن شتى وأزمنة مختلفة ما بين قصتي سيدنا يوسف وسيدنا موسى ، إذ يصف حال المصريين في عهد سيدنا يوسف معهم في دولتهم القوية المكتملة الأركان من حكومة ووزير وملك يدير شئون البلاد بلغت من ترفها أن تأكل النساء بأدوات كالسكين فلا غرو أن يصفها القرآن بوصف المدينة ، وبلغت من المنعة الإقتصادية أن أطعمت العالم وقت أن حلت به المجاعة .

ثم كان ما كان من شأن سيدنا موسى مع فرعون مصر وقومه فنرى القرآن يصف ما كان عليه فرعون من قوة وبأسٍ شديدين إذ يقول سبحانه وتعالى  " كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ " .

عجيبة العجائب

وبعيداً عن العبقرية الهندسية التي بُني بها الهرم ، فإن مادة بنائه ظلت لوقت طويل محل بحث ودراسة بلغت حد الهوس لدى كثير من علماء الآثار ، والذين اعتقدوا لوقت ليس ببعيد أن حجارة الهرم قد نُقلت من أماكن بعيدة ونُحتت وبُنيت بها الأهرامات حتى اكتشفوا بالمجهر الإلكتروني أنها مُصنعة من طين مطبوخ أي خضع لدرجات من الحرارة عالية ، حيث اكتشفوا أنها تحتوي على فقاعات هوائية ووجدوا بها نسبة عالية من الماء .

وقد توالت الأبحاث العلمية في هذا الشأن حتى بات اليقين يزداد بأن مادة بناء الأهرامات حجارة صُنعت من الطين وصُبّت كعهدنا اليوم بصبّ الأسمنت في بناياتنا ولكن بمهارة فائقة تحت ظروف حرارية خاصة وعلوم كيميائية وهندسة مواد لم تُعرف أسرارها بعد ، وهذا ما أيدته أشهر المجلات العلمية مجلة الطبيعة الأمريكية .

وهكذا حُل اللغز والسؤال الذي ظل العلماء لردح طويل من الزمان لا يجدون له إجابة ألا وهو كيف يتسنى للمصريين أن يبنوا هذا البناء الضخم بهذا العدد العظيم من الحجارة ، وكيف تم نقلها ، وأى عدد من العمال والأدوات فضلا عن كنها التي استُخدمت في البناء .

لطيفةٌ قرآنية

ولنتأمل قوله تعالى " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ " .

إذ تُخبرنا الآية الكريمة أن فرعون أمر وزيره هامان أن يبني له صرحاً أي بناءً عالياً وذلك باستخدام الطين والوقود حال كونه يعلم ألا قدرة لهم برفع الأحجار لإرتفاعات شاهقة كالأهرام ، وتلكم التقنية كانت هي السائدة لدى الفراعين في هذا الشأن وما أشارت إليه الآية الكريمة في لطيفةٍ رائعة كاشفةٍ لإسرارٍ طالما حار فيها العلماء لزمن بعيد .

وما ذاك إلا نذرٌ من معينٍ لا ينضب من صور بيان القرآن الإعجازية ، والتي ستظل ساطعةً وبرهاناً على صدقه إلى يوم القيامة ، وهدى وبشرى للمؤمنين .

وصدق الله العظيم إذ يقول " قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والارض ، إنه كان غفورا رحيما  " .

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

 

 

 

 

 

 

    

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent